الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإبداع والتقنيات الحديثة.. ضرورة أم إلهاء؟

الإبداع والتقنيات الحديثة.. ضرورة أم إلهاء؟
23 يوليو 2021 00:10

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

في ظل تطور المجتمعات وتقدمها، وانتشار التقنيات التكنولوجية الحديثة، وبرامج ومنصات التواصل الاجتماعي، يثار سؤال حول تأثير هذا التطور التكنولوجي على الأدباء والفنانين، فالبعض يرى أن هذه التقنيات قد تشغل العقول وترهقها بعيداً عن التركيز والهدوء اللذين يحتاجهما الإنتاج الفني والأدبي، ويرى البعض الآخر عكس ذلك، حيث إن هذه البرامج والتقنيات الحديثة ساهمت في انتشار وإنتاجية أكبر للمبدعين والمثقفين الذين يملكون القدرة على الاستفادة منها.
تقول د. فاطمة المعمري: الوسائل التقنية الحديثة بمختلف برامجها تؤثر على إنتاجية المبدع من عدة زوايا متنوعة، فهي إما سهلت الجهد وبالتالي منحته وقتاً لإنتاج أكبر، وإما قادت إلهامه تجاه فكرة معينة فأثرت أيضاً على إنتاجيته، لافتة إلى أن سهولة الاعتماد عليها ونشر وتوزيع المنتج الإبداعي ضمن التأثير على زيادة الإنتاجية، ولكن هذه الوسائل يبقى تأثيرها على كثرة الإنتاجية لا على رفع جودة العمل الإبداعي الذي يعتمد على أدوات المبدع الذاتية مثل فكره وروحه وتمكنه من منتجه.
من جانبه يرى الكاتب عبدالله السبب، أن الإنسان ابن عصره، وعليه التعايش مع المستجدات والأدوات المتاحة بما يدعم وجوده وتواجده في ميادين الحياة المختلفة، والإنسان المبدع يتوجب عليه التجاوب مع المحيط من حوله ومع الممكنات المختلفة بما يدعم من موهبته وملكاته الإبداعية بمختلف أشكالها وصورها، لذا، فالوسائل التقنية الحديثة والبرامج بشتى أنواعها هي ممكنات ومدعمات للموهبة الإبداعية، من كتابة متنوعة بحقولها، والفنية بكافة أجناسها، التشكيلية والسينمائية وإلى آخر تنويعاتها وأشكالها وأجناسها. من هنا يؤكد السبب، على ما للوسائل التقنية الحديثة من دور مهم في رفد إنتاجية المبدع وتثبت من تواجده في ميدان الإبداع بكل قوة.
وتابع السبب: كما أن بعض الدراسات والأبحاث التي تتطلب معلومات وبيانات وصور وإحصائيات، يمكننا البحث عنها في الشبكة العنكبوتية، لكن المبدع الحقيقي عليه التحري عن مدى صحة تلك المعلومات، وعليه أمانة النقل لما في الأمر من حقوق ملكية فكرية، سواء للأشخاص، أم للمواقع الإلكترونية المأخوذ عنها تلك المعلومات والبيانات والصور.
ويوضح الكاتب وليد المرزوقي، أن كل الوسائل الحديثة والبرامج المتطورة ساهمت في تجديد طرح المبدع، وجعلته ينهل من معين الواقع بعذوبة الأفكار، فكل تلك التطورات التي مرت بالعصور جعلت الأفكار تنتعش وتبدو مُثمرة في تحقيق الإبداعات المتجددة التي تواكب اللحظة التي تمر بالإنسان والتي يتعايش معها، في السابق كان المبدع شبه منعزل عن واقعه لصعوبة وصول المعلومة والأخبار التي تدور حوله في المنطقة، وحين يبحث عنها كذلك يستغرق الوقت الطويل مما يجعل الفكرة تذوب في أعماق نفسه ويقل وميضها الفطري، عكس ما نجده اليوم فالمبدع في قلب الحدث يتابع الأخبار والأحداث الراهنة ويتعايش معها، مما يجعل لديه القريحة متأججة وملتهبة فيكون الطرح الإبداعي ملامساً للحدث نفسه. مشيراً إلى أن الوسائل الحديثة ساهمت في سهولة تواصل المبدعين والأدباء والكتاب مع بعضهم البعض وتبادل المنفعة البناءة التي تخدم الفكرة، وتساعد على التألق في فضاء الإبداع.
وترى د. فاطمة الدربي، كاتبة وأكاديمية، أن استخدام وسائل التقنية الحديثة في حياتنا كان له أثر إيجابي وآخر سلبي، حيث سهلت الكثير من المصاعب ووفرت الوقت وأوصلتنا بالمسؤولين في كل مكان، لكنها في المقابل جعلتنا نعتمد على الآلات في كل شيء، كما أن جميع أفراد المجتمع بمختلف فئاته يستخدمون الوسائل التقنية الحديثة في كل شيء إلا ما ندر، وهذا ليس من أجل الترفيه أو التسلية بل أصبح الأمر ملحاً وضرورياً للإبداع في عصر نسابق فيه الزمن. 
واختتمت الدربي: ساهمت تعددية منصات النشر الإلكتروني، من وسائل تواصل اجتماعي، ومواقع مهتمة بالثقافة، وغيرها، في حمل الطريق إلى أقدام المبدع المبتدئ، وتسهيل حصوله على فرصة لعرض منتجه، ما أدى إلى اكتشاف العديد من المبدعين المغمورين، حيث إن ظهور التكنولوجيا دفعتهم إلى الإبداع والتميز بالظهور، ومواصلة الانطلاق، فمن لا يلتحق بالركب يكون منقطعاً عن الحداثة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©