عدد اليوم
عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
يقيس الإنسان نفسه بالحجم والطول، ويقيس العالم عقله بمقدار ما يعلم من علوم، ويعتبر شادي عبد الحفاظ في كتابه «كتاب السما»، أن البشرية جمعاء لا شيء أمام الأكوان المتعددة، التي لا نعلم عنها شيئا إلا عندما نقرأ عنها ونفهمها بشكل يكشف لنا ماذا يدور في الأفلاك الأخرى، بينما نتناول وجبة بسيطة داخل المنزل.
في كتاب «السما» لشادي عبد الحافظ الصادر عن دار عصير الكتب، يكشف الأفلاك من خلال 3 عناوين رئيسية أولها أطلس النجوم، ثم أطلس القمر، ثم كتيب كامل يتضمن صور النجوم والكواكب والأفلاك المحيطة، حيث يهدف إلى تعلم القارئ من الصفر لحركة الكواكب كاملة والنجوم وكيف تفنى.
أحبك حتى تحترق النجوم والكواكب، كانت هذه الجملة الأكثر إبهارا عند اقتباسها بين الأحبة من كتابات الراحل احمد خالد توفيق، إلا أنه حسب شادي عبد الحافظ هذا طبيعي ولا يحمل أي شيء غير تقليدي، فالنجوم تفنى وتحترق هذه دورتها الطبيعية، مثلما يمر الإنسان بدورة حياة من الولادة للمشيب وبينهما شباب يفنى كالعادة أو حتى لا يكتمل. ويسرد شادي عبد الحافظ في كتاب السما، تفاصيل مبهرة عن سبب تسمية أغلب النجوم، حيث تعتبر في غالبيتها عربية ويونانية، فهناك النجم الأشهر «Alphard»، فيما هناك رأس الغول والذي هو الآخر مشتهراً في الثقافة اليونانية بأسطورة ميدوزا الشهيرة.
حسب شادي عبد الحافظ الذي يكتب في عدة منصات عن علوم الفلك بشكل مبسط، فإن القارئ لا يحتاج إلى أي مقدمات في الرياضيات أو الفيزياء، لذلك فالكتاب يناسب فئات عمرية متنوعة تبدأ من سن المراهقة، والكتاب يمثل في مجمله دليلا عمليا مدعوما بعشرات التصميمات والصور، وغرضه أن يتمكن كل شخص وأي شخص من خوض تجربة التعامل مع سماء الليل بدرجة من الحكمة والاستمتاع، فيمثل خطة عمل بسيطة يفضل أن تتبعها بالترتيب الذي وضعت به لأن كل خطوة مبنية على سابقتها.
علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، قال بدوره إن تبسيط علوم الفضاء من شأنه تنشئة أجيال كاملة على التعرف على الأكوان، وكيف نشأت من الأساس، وهو الأمر الذي كانت الإمارات رائدة فيه حيث تعد من أوائل الدول التي بسطت علوم الفضاء والفلك من سن الأطفال وحتى الكبار.
وأضاف النهري لـ«الاتحاد» أن كتاب السما يعد تجربة مهمة في تبسيط علوم الفضاء، حيث لا يحتاج القارئ إلى معرفة كلية بهذه العوم وحسابات الفيزياء والرياضيات، وإنما فقط عليه أن يستمتع، يعرف على الأقل ما يراه فوقه من خلق ونجوم وأضواء تزين عالمه الذي يعيش فيه، بينما هي في الأساس أكوان وكواكب لا يأتي إلى جنبها بمثقال ذرة هو أو حتى كوكب الأرض بالكامل. ويعتبر النهري أن كتاب السما لشادي عبد الحافظ يمثل تجربة مهمة في تبسيط علوم الفضاء مشابهة للدور والكتب التي تقوم بطباعتها دولة الإمارات منذ اهتمامها بعلوم الفضاء، وإطلاق بعثات فضائية، الأمر الذي يجب الإشادة به والطلب بمزيد من دعمه خاصة في العالم العربي، الذي يعد جديدا على الاهتمام بمثل هذه الثقافة المهمة.
