عدد اليوم
سعد عبد الراضي (الشارقة)
«مجتمعاتنا خلف الأبواب المغلقة»، عنوان ندوة أدارها الكاتبان سيف بن سرور الحمادي ووفاء صخري، وشارك فيها الفنان محمد خير الجراح، والاستشارية النفسية والتربوية الدكتورة ناديا بوهناد، والإعلامي والكاتب وليد المرزوقي، وكانت الندوة نقاشية في مختلف محاورها، التي اشتملت على كل ما يتعلق بثقافة الفرد والمجتمع، ومدى تأثير التطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي على النسيج المجتمعي بمختلف أوجهه.وأكد المشاركون أهمية الوعي ومراعاة المسؤولية التي تبدأ من الفرد ثم الأسرة ككل، وبالتالي المجتمع، وأشاروا إلى أنه في الماضي كان التكوين التربوي ينبع من مصادر محددة هي: الأسرة وتقاليدها والشارع وأعرافه، والمدرسة وتربيتها، ووسائل محدودة كالتلفزيون والإذاعة، إلا أن الأمر تشابك بشكل سريع عندما تطورت التقنيات، وصار العالم مفتوحاً على بعضه بعضاً للصغار والكبار، وأصبحت المعلومة أسرع من مضمونها. ولفت المشاركون إلى أن هناك تنوعاً متداخلاً في كل ما يخص الأسرة والمجتمع، فهناك من ينادي بأسلوب معين في تربية الطفل وفق المتغيرات الجديدة، وفي المقابل يوجد من ينادي بعكسه، وأشار المشاركون إلى ضرورة أن تكون هناك ضوابط للسوشال ميديا لأن كل من فيها الآن بعلم ومن دون علم يشارك في بعض الفوضى التي يمكن أن تؤثر بدرجات متفاوتة على منظومة القيم والنسيج المجتمعي.
وناقشت الندوة مجموعة قضايا اجتماعية تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي، وتسليط الضوء على تفاصيل دقيقة، تسهم في بناء المجتمع وتحديد اتجاهاته وتوعيته بأهمية الصحة النفسية، ودور الفن في تشكيل الذوق العام، ومسؤولية وسائل الإعلام في التسويق لما هو سائد من اتجاهات في المجتمع، كما تطرق الضيوف إلى أهمية تأهيل المقبلين على الزواج لبناء أسرة صحيحة والتوعية ضد ما يصدر عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهدت الجلسة انجذاباً وتفاعلاً كبيراً من جمهور المعرض لما قدم الضيوف.
والجدير بالذكر، أن عنوان الندوة موزع على كتابين وهما كتاب «مجتمعاتنا» للكاتب سيف بن سرور الحمادي، و«خلف الأبواب المغلقة» للكاتبة وفاء صخري، وبحضور كبير من جمهور المعرض وقع الكاتبان على كتابيهما عقب الندوة مباشرة.
وكتاب «مجتمعاتنا» عبارة عن تأملات في مواضيع متنوعة تثير الجدل وتترك استفسارات وتساؤلات لدى القارئ، وعن كتابه قال سيف بن سرور الحمادي: «في إصداري الأول رحلة صعود كانت رسالتي هي: افهم نفسك، واليوم من خلال إصداري الجديد رسالتي افهم من حولك وهو تكملة لما بدأته، فالإنسان من وجهة نظري ينشأ ويتطور إدراكه ضمن ثلاث دوائر أساسية ألا وهي دائرة تفرده كشخص، ثم ينتقل من وعيه الذاتي إلى أن يكون جزءاً من دائرة الأسرة ومن ثم المجتمع». أما كتاب خلف الأبواب المغلقة، فهو عبارة عن بحث في سيكولوجية العلاقات، وفي بعض المشاكل التي نواجهها كأفراد، والكتاب فيه بعض التأملات لمواقف اجتماعية مختلفة اختصرتها الكاتبة في مشاهد تصويرية وناقشتها في أبعاد مختلفة، وعن هذا الإصدار تقول وفاء صخري: «محتوى الكتاب أشياء حدثت وتحدث يومياً معي، معك، ومع غيرنا.. وجاء هذا الكتاب ليشجعنا على أن نهدأ، ونستمر في خوض رحلة الحياة بخطى ثابتة».
