السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بدور القاسمي تضع قطاع النشر العالمي في قلب التنمية المستدامة

بدور القاسمي تضع قطاع النشر العالمي في قلب التنمية المستدامة
17 يناير 2023 01:38

الشارقة (الاتحاد)

كشفت إنجازات الاتحاد الدولي للناشرين خلال فترة تولي الشيخة بدور القاسمي رئاسته عامي 2021 و2022، وقبل ذلك نائبة للرئيس في عامي 2019 و2020، عن مرحلة مفصلية في مسيرته، ويظهر ذلك في عدد جمعيات الناشرين التي انضمت إليه، وعدد المبادرات النوعية التي شهدها قطاع النشر العالمي، والرؤية التي تبناها على مستوى التنوع والتعددية وتوسيع مساحة فعل الاتحاد والمجتمعات المستفيدة منه، إلى جانب مساهمته في وضع قطاع النشر ضمن ركائز محركات التنمية في عدد من البلدان والمجتمعات محدودة الدخل والفرص.
قدّمت الشيخة بدور القاسمي، خلال رئاستها للاتحاد الدولي للناشرين، نموذجاً استثنائياً في قيادة قطاع النشر العالمي ورسم ملامح مستقبله في فترة صعبة شكلت تحدياً ليس لصناعة الكتاب وحسب، وإنما لكل حكومات العالم، وتجسّدت في «جائحة كورونا»، فما أظهرته جهودها من نتائج نقلت الاتحاد من مرحلة التركيز على قطاعات النشر في البلدان المركزية، إلى اتحاد دوليّ بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيث نجحت في وضع بلدان مغيبة عن الحراك العالمي في مركز الاهتمام، وقدّمت أسواقها بوصفها الفرص المقبلة لصناعة الكتاب في العالم.

عززت حضور المرأة 
ومثّل تولي الشيخة بدور القاسمي لهذا المنصب العالمي الرفيع سبقاً بحد ذاته، فهي أول امرأة عربية وثاني امرأة على مستوى العالم تتولى رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين منذ تأسيسه في العام 1869، إذ نجحت في تغيير ليس ثقافة الاتحاد وحده، بل والثقافة السائدة والأفكار النمطية حول المرأة في قطاع النشر، والنساء العربيات بشكل عام، ونجحت في تعزيز حضور المرأة بقطاع صناعة الكتاب، وأطلقت مبادرة «ببلش هير» لتكون منصة حاضنة للنساء الناشرات، وجاءت ثمار جهودها بنتائج مستقبلية، حيث ستخلفها في رئاسة الاتحاد للدورة المقبلة والدورة التي تليها سيدات قياديات في قطاع النشر، الأولى كاريني بانسا والثانية فانتسا جوبافا.

وجسدّت الشيخة بدور رؤيتها تجاه النساء، ليس من خلال ما قدّمته من نموذج عالمي قاد قطاع النشر في أصعب الأوقات وحسب، وإنما من خلال مشاركاتها في الملتقيات ومعارض الكتب الدولية وحواراتها الخاصة، إذ ظلت تؤكد أن النساء بحاجة للمساواة في الفرص ولا يحتجن المساواة مع الرجال في كل شيء، مطالبة بمزيد من التعاون والتضامن بين الناشرات لدعم تجاربهن والارتقاء بمسارهن المهني.
ونقلت الشيخة بدور القاسمي، التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على قطاع النشر من معوقات صعبة تهدد بتراجع حجم أسواق الكتاب في العالم وتعطل نموه وتطوره، إلى فرص كبيرة لوضع التصورات والمتغيّرات المستقبلية والمتوقعة، على أرض الواقع، فقد بدأت مسيرتها في الاتحاد بترسيخ مفهوم الشراكة بين الناشرين من مختلف الثقافات لتحديد التحديات والفرص التي ستتعامل معها لاحقاً.
وتجسّدت شراكة المجتمع الدولي للناشرين في العمل على تقرير: «من جهود التصدي للجائحة إلى التعافي منها 2020-2021»، وهو بمثابة استطلاعات رأي ودراسات حالة للتعرّف على آراء ممثلين عن صناعات المعرفة والكتاب، حيث تواصل فريق الاتحاد بقيادة الشيخة بدور القاسمي مع أكثر من 33 اتحاد نشر حول العالم، تمثل بمجملها نسبة 70% من سوق النشر العالمية، أي نحو 90 مليار دولار أميركي سنوياً، وتوزعت الاستطلاعات والاتصالات جغرافياً وفق النسب التالية: آسيا 40%، وإفريقيا 27%، وأوروبا والأميركتين بنسبة 17% لكل منهما.
وسعت الشيخة بدور القاسمي من التقرير إلى توفير قاعدة معرفية متنوعة ومرجعاً نظرياً للجهود العملية الهادفة إلى تعزيز مرونة واستدامة قطاع النشر، والتعلّم من التجربة العالمية الصعبة التي خاضها الناشرون، فجاءت النتيجة من خلال «الخطة العالمية لتعزيز استدامة صناعة النشر ومرونتها» -إنسباير- التي تم تطويرها بناءً على التقرير المبني على استطلاعات رأي الناشرين ورواد صناعة الكتاب والمعرفة في العالم.

40 زيارة ميدانية
نفذّت الشيخة بدور القاسمي 40 زيارة ميدانية واسعة، شملت آسيا وأفريقيا، والأميركتين، وأوروبا، التقت خلالها الناشرين في ساحاتهم وبلدانهم وبشكل خاص في المجتمعات التي عانت تغييباً طويلاً عن مشهد الثقافة والنشر العالميين. كما أسست أول أكاديمية تعليمية ومعرفية في تاريخ الاتحاد حيث أطلقت «أكاديمية الاتحاد الدولي للناشرين».
واستكملت الشيخة بدور جهودها بالإعلان عن منح «الصندوق الأفريقي للابتكار في النشر»، حيث وجهت باعتبارها رئيسة لجنة الصندوق، هذه المنح لدعم ممارسات النشر التنموية وفي مقدمتها النشر التعليمي والمبادرات التي توفر مصادر المعرفة للمجتمعات متواضعة الدخل لتيسير وصول الكتب للمناطق النائية.
ومنذ انضمام جمعية الناشرين الإماراتيين كعضو في اتحاد الناشرين الدوليين عام 2009، بذلت الشيخة بدور القاسمي كل جهد ممكن لزيادة الحضور العربي، وعملت بشكل مباشر مع العديد من جمعيات النشر لضمها إلى الاتحاد، فبدأت مع جمعية الناشرين السعوديين وجمعية الناشرين التونسيين في عام 2015، وجمعية الناشرين الأردنيين في عام 2017، وبعد ذلك انضمت العراق وموريتانيا والمغرب في عام 2018، والصومال في عام 2020 وليبيا والسودان عام 2021، وانضمت سوريا عام 2022 بصفة عضو مراقب، وذلك بعد أن كان التمثيل العربي في السابق مقتصراً على جمعيتي الناشرين المصريين واللبنانيين.
واعتمدت الشيخة بدور في كل هذه الجهود التي قادتها على سيرة مهنية وقيادية طويلة في صناعة الكتاب والعمل الثقافي، فقد أثمرت جهودها المتواصلة لترسيخ مكانة الشارقة مركزاً ثقافياً عالمياً - في نيل الإمارة لقب «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب» 2019، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، وهي أيضاً مؤسسة مجموعة «كلمات»، التي بدأتها من المحلية لتنتقل بها إلى العالمية، ومؤسسة ورئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين التي ربطت من خلالها مجتمع النشر الإماراتي بالعالمي ووضعت الجهود والمساعي المعرفية الإماراتية في مركز الاهتمام العالمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©