الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في كتاب جديد لمحمد سلماوي.. حوارات ملهمة مع نجيب محفوظ

في كتاب جديد لمحمد سلماوي.. حوارات ملهمة مع نجيب محفوظ
2 يوليو 2023 00:49

فاطمة عطفة (أبوظبي)

دقة الروائي الكبير نجيب محفوظ في مواعيده صارت مضرب المثل، وكثيراً ما كنا نسمع ونقرأ أن جيرانه وأصدقاءه يكادون يضبطون ساعاتهم على موعد خروجه من البيت ودخوله المكتب في صحيفة «الأهرام». ولعل كتاب «في حضرة نجيب محفوظ» للكاتب محمد سلماوي يؤكد هذه المقولة. ولمعرفة مدى المودة الحميمة بين محفوظ وسلماوي، يكفي أن نعرف أن الكاتب العربي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل قد اختار محمد سلماوي ليكون ممثله الشخصي في احتفالات نوبل عام 1988، واختصه بإلقاء الخطاب الذي أعده لهذه المناسبة الثقافية العالمية الكبيرة.
ويقول سلماوي في مستهل تقديم الكتاب: «على مدى 12 عاماً منذ تعرض أديبنا الأكبر نجيب محفوظ لمحاولة الاغتيال الآثمة في أكتوبر عام 1994، والتي أعجزت يده اليمنى، وحتى وفاته في أغسطس عام 2006، ظللت ألتقي به في منزله بشكل منتظم كل يوم سبت في تمام الساعة 6 مساء، لأجري الحوار الأسبوعي الذي كان ينشر كل يوم خميس بجريدة ‹الأهرام›، والذي طلب محفوظ من رئاسة تحرير الجريدة أن أجريه معه بدلاً من مقاله الأسبوعي الذي لم يعد قادراً على كتابته».

جدول لقاءات
ويتابع سلماوي قائلاً: «لقد كان جدول لقاءات محفوظ مرتباً بدقة مثل بقية حياته، فقد كان يلتقي مساء أيام الآحاد من كل أسبوع بمجموعة من الأصدقاء في فندق ‹شبرد› تضم: د. محمد الكفراوي وعلي سالم وإبراهيم عبدالعزيز وغيرهم، أما جمال الغيطاني ويوسف القعيد وعبدالرحمن الأبنودي وشلتهم، فقد كان يلتقي بهم مساء الثلاثاء في باخرة ‹فرح بوت› على نيل الجيزة، وكان يوم الجمعة مخصصاً للقاء الذي كان يرتبه له د. يحيى الرخاوي مع مجموعات من الشباب من مريديه. أما يوم الخميس فكان للقاء الحرافيش. وكانت لقاءات محفوظ تتراوح ما بين المقطم وفندق سوفيتيل بالمعادي وفندق موفنبيك بالمطار، بالإضافة للجيزة ووسط البلد». ويذكر الكاتب أن الفنان أحمد مظهر هو أول من أطلق تسمية «الحرافيش» على شلتهم القديمة. ويضم الباب الأول في الكتاب الحوارات التي دارت بين محفوظ وبعض زواره من كبار العقول في العالم ومنهم: ستور آلين، السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية التي تختار كل سنة الفائز بجائزة نوبل في الأدب. ويشير الكاتب إلى أن محفوظ استقبل ضيفه بترحاب كبير كعادته، وأعرب عن شكره للأكاديمية السويدية على منحه الجائزة، فرد عليه ستور آلين قائلاً: «بل نحن الذين نشكرك على قبولك الجائزة، لأنك بذلك صححت وضعاً كان خاطئاً»، وأوضح أن «عدم منح الجائزة لأي أديب عربي طوال عمر الجائزة يمكن أن يمس مصداقيتها».
جورديمر وكويللو
وفي لقاء مع الكاتبة نادين جورديمر من جنوب أفريقيا، الحائزة جائزة نوبل، قالت لمحفوظ: «في مثل هذا اليوم منذ 51 سنة تزوجت وأخذني زوجي الراحل في رحلة إلى مصر التي كانت أول دولة أزورها في حياتي، والآن أشعر بأنني أتلقى بمقابلتك هذه التي كنت أسعى إليها منذ سنوات هدية ثمينة بهذه المناسبة». وفي لقاء مع الأديب باولو كويللو «كان أول ما فعله الكاتب البرازيلي العالمي حين دخل على نجيب محفوظ في منزله، أن انحنى وقبل يده اليمنى المضمومة إلى صدره»، وهي اليد التي لم تعد قادرة على الكتابة بعد الطعنة الغادرة التي أصابت الكاتب الكبير.
والباب الثاني من الكتاب يضم أيضاً بعض ما كتب سلماوي عن نجيب محفوظ في أكثر من مناسبة. وأما الباب الثالث فمجموعة من كلمات محفوظ نفسه. وفي نهاية الكتاب ملحق من الصور.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©