الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الزيواني يعيد اكتشاف عوالم الصحراء

الصديق الزيواني
8 أغسطس 2023 01:01

أحمد عاطف (القاهرة)

تميز الروائي الجزائري الصديق حاج أحمد الزيواني بأنه واحد من أبرز المهتمين بالكتابة عن عوالم الصحراء، رغم الخصوصية الشديدة لهذا النوع من الأدب لاحتياجه للمعايشة والحرص في التناول والسرد.
ولذا فهو يؤكد أن من لم يعش الصحراء ويكتوي بشمسها صيفاً وبرياحها شتاء قد لا ينجح في الكتابة عنها، إذ الكتابة عن الصحراء غواية ودهشة ومتاهة لذيذة، ويحتاج سرد تفاصيل عوالم الصحراء إلى معايشة وذكاء من الكاتب.
ويصف الزيواني النص الأدبي بأنه كرغيف الخبز، يكون بداية قمحاً في سنبله ثم يحصد ويصفّى ويطحن ليعجن وأخيراً يدخل إلى الفرن ليصير خبزاً طازجاً، وهكذا الرواية تماماً تبدأ بفكرة قد تنبثق من مشهد عابر في الشارع، فيركن في الذاكرة، حتى ينضج أو يأتي مشهد آخر متقارب فيوقظه، ليجد الكاتب نفسه أمام تجربة الكتابة في النهاية.

تجربة أدبية
وقد اختار الزيواني منذ بداية تجربته الأدبية، أن يجترح لنفسه مشروعاً له خصوصيته المتفردة، فالجوار الأفريقي كان مهملاً وغائباً في مدونة السرد العربي؛ ولذلك جاءت رواياته لتحرث في هذه المجاهيل، لتقدم إضافة للرواية العربية، وعن ذلك يقول: «لم تنل الكتابة عن عوالم الصحراء حقها في الظهور حتى الآن، فما زالت في طور الإنشاء والتطور، ويحاول مجموعة من الكتاب الجزائريين رسم خط جديد للكتابة عنها، مثل جميلة طلباوي، عبدالقادر ضيف الله، وعبدالله كروم».
ويشير الزيواني إلى أن نشأته في قلب الصحراء أثرت على تكوين مخزون الذاكرة، وأكسبته رصيداً يمكّنه من تناول الحياة في عوالم الصحراء بشيء من الفلسفة والعمق، وخاصة أنه عاش حياة أبطال رواياته، وعاش مفردات يومياته مثلما عاشوا تماماً، وليس فقط مجرد كاتب عابر خاض معايشة لأيام قليلة ورحل.
وفي رأيه أن روايات فضاءات الصحراء تختلف عما سواها من السرديات المكتوبة في المدن، لأن الصحراء ساكنة وغامضة وفارغة معاً، بينما المدينة صاخبة ومليئة بالحركة، ولذلك فكتاب الصحراء ممن عاشوا على أراضيها هم الأولى بتطويع أقلامهم للكتابة عن هذه الحياة وعن المجتمعات المختلفة هناك، وطرق حياتها وعاداتها وتقاليدها المميزة.
والحال أن الكتابة عن الصحراء استثمار سردي للمستقبل، وتوثيق للجمال النادر الكامن في قلب الصمت، وقريباً سينجح كتاب الصحراء في لفت الانتباه لهذا التراث شبه المهمل والمهدور.. ويثني الزيواني على كتاب جيله ممن أخذوا على عاتقهم مهمة الحديث عن فضاءات وعوالم الصحراء وخباياها الممتعة.

طقوس الكتابة
يفضل الكاتب الصديق الزيواني الكتابة في أوقات وأماكن بعينها، فيبدأ الكتابة ليلاً في مزرعته القابعة وسط الصحراء، بعيداً عن الصخب والحركة، وكان بدأ في روايته الأولى محاكاة المكان الذي نشأ وترعرع فيه وأسماها «مملكة الزيوان»، وتحدث عن واحات وقصور منطقة توات بالجنوب الجزائري.
وللاستغراق في حياة أبطال روايته الثانية «كاماراد» سافر إلى أكثر من بلد أفريقي للحديث عن معاناة الأفارقة في تلك البلاد، وكذلك روايته «منّا» التي تحدثت عن أهالي بلاد في شمال مالي ورحلتهم بين البلدان الأفريقية، وكان من بين الكتاب القليلين الذين تحدثوا أيضاً عن حياة الطوارق وترحالهم وسط الصحراء الكبرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©