الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صدور «قصائد متفائلة في زمن الجنون»

غلاف «قصائد متفائلة»
9 أغسطس 2023 00:52

محمد نجيم (الرباط)

ضمن منشورات بيت الشعر في المغرب، صدر حديثاً ديوان «قصائد متفائلة في زمن الجنون» للشاعر الأميركي من أصل صربي تشارلز سيميك، تولى ترجمتها وتقديمها الكاتب والمترجم الفلسطيني تحسين الخطيب الذي وصف قصائد هذا الشاعر الفائز بجائزة الأرغانة العالمية للشعر التي يمنحها بيت الشعر في المغرب، بكونها تحيا على الحافة، في الحواشي، وعميقاً حولها، في التخوم دائماً، حيث كل شيء يترنح على حافة كل شيء. ويحاول من خلالها الشاعر أن يذكِّر الناس بمخيّلتهم وإنسانيتهم وليس الشاعر عنده سوى «ميتافيزيقي في الظلام»، شاعر يسعى بالنظرة غير العاطفية التي يمتلكها عن العالم، إلى كتابة قصيدة دنيوية أبدية، قصيدة تقلب التراجيديا إلى نوع من الشعر الذي هو السعادة، السعادة القديمة وقد صارت سعادة جديدة.. تشريح الكآبة الذي يفضي إلى الغرف الجوانية للنفس التي ترى.
ويرى المترجم أن هناك نظرة مزدوجة في القصيدة التي يكتبها سيميك من المتخيل والعادي، عوالم سريالية يتصادم فيها الميثولوجي بالمبتذل، ويتصادم فيها اليومي بما هو وراءه: نحو الأفضل. كما أن الهزل والظرف وحضور البديهة والتهكم سمات أساسية في بنية المشروع الشعري الذي يشتغل عليه.

أماكن الطفولة  
ولا يكف تشارلز سيميك، في قصائده، عن العودة إلى أماكن طفولته، كأنه ما زال يحيا هناك، كأن القصيدة في حد ذاتها، هي فردوسه المفقود، ولكن تلك العودة أشبه ما تكون بالعزلة، عزلة المنفرد الذي يطل على نفسه من ثقب صغير في الذاكرة، عزلة ليست هي عزلة الآخر -البعيد والقصي والغريب والأجنبي- بل هي تلك المرآة الوجودية التي نرغب نحن بسببها في قراء شعره، في القفز في أعماقها، وأن تكون جزءاً حيوياً من المشهد كله، أن نفكك طبقات الصمت التي تلف القصيدة، لنرى وجوهنا تشع، بلا أقنعة، ليس على السطح فحسب، وإنما عميقاً في وجود كينونتنا ذاته. أن نرى الكلمات، والصور الشعرية والاستعارات، في أحوالها ومقاماتها كافة، وقد أصبحت طريقاً منيراً تأخذنا في رحلة جوانية لنعثر على المعنى، معنى وجودنا نحن، وجود الذي لا يمتلك تاريخاً، بل نوستالجيا لا تنتهي.

جوائز عالمية
ولد الشاعر تشارلز سيميك في بلغراد عام 1938 وغادر مسقط رأسه عام 1954، برفقة أمه وأخيه، باتجاه باريس التي أقاموا فيها بضعة أشهر قبل الانتقال إلى أميركا، حيث كان والده يعمل منذ نحو 6 سنوات، وصدرت مجموعته الشعرية الأولى «ما يقوله العشب» في 1967، ثم توالت أعماله الشعرية التي تجاوز عددها الثلاثين. وفاز بجوائز عدة، منها جائزة «بوليتزر» وجائزة «غريفين العالمية للشعر».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©