الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالح هويدي: للنقد هويته الخاصة ودوره التنويري المميز

صالح هويدي: للنقد هويته الخاصة ودوره التنويري المميز
8 أكتوبر 2023 02:17

فاطمة عطفة (أبوظبي)

في كل عمل أدبي من شعر وقصة ورواية ومسرح، لا يمكن أن ينفصل النقد عن العملية الإبداعية، فالشاعر وكاتب الرواية أو المسرحية هو الناقد الأول لعمله، وبقدر ما يكون حريصاً على جودة ما كتب وإنتاجه بصورة متقنة، يكون العمل أفضل وأنجح. وحول دور النقد وأثره في الوسط الأدبي، وهل ما زال متمتعاً بأهميته؟ يقول الناقد والأكاديمي العراقي د. صالح هويدي: نعم، ربما شهد النقد قديماً تشكيكاً بدوره، لكن لا أحد اليوم يستطيع إنكار ما يقدمه من وظائف وأدوار جلى، فالنقد هو صنو العملية الإبداعية، وأيّ تقدم أو نهضة فيها إنما يعود لهذه الثنائية، إذ يتعدى تأثيره منشئ النص الذي يغتني برؤى الناقد وكشوفاته، وما يقدمه له من اجتراحات وتصورات للمنتج الإبداعي، وتبصير للمبدع بما يعتري مسيرته من نكوص، ليقوده إلى تقاليد وتجارب فنية تثري مسيرته الإبداعية، كما يتعداه إلى المتلقي الذي تغتني بصيرته وتنمو مهاراته في القراءة والفهم، ليكتسب القدرة على تأمل النصوص، والارتقاء بذائقته، وإرهافه الحس بما يقرأ، ما يزيد من فرص التفاعل والاستمتاع، بفعل النماذج التي يقدمها له الخطاب النقدي، ليترسم خطاه، فضلاً عن أثره في البيئة الثقافية.
وحول المستوى الذي يشغله النقد في العملية الإبداعية، يلتفت د. هويدي إلى مكانة النقد وأهميته في الماضي، قائلاً: لقد كان النقد على الدوام الشريك في جميع التحولات والثورات الأدبية العالمية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بما يستشرفه من إرهاصات ويدعو إليه، من واقع خبرته بالنصوص واطلاعه الثقافي الواسع. والحق أن «رولان بارت» الذي وصف الإبداع بالكلام والنقد بكونه كلاماً على كلام أي (ميتا- لغة)، كأنما أراد أن يميز بين الفنين على أساس من طبيعة النقد التي تجمع بين ما هو إبداعي وما هو معرفي. من هنا نرى أن للنقد هويته الخاصة ولغته ودوره التنويري المميز الذي يتكامل مع هوية الإبداع ولا يمكنه الاستغناء عن دوره. ويوضح الناقد أن دور النقد اليوم لم يعد تفسيراً للنصوص وشرحاً لمضامينها، بل غدا نشاطاً معرفياً وفعالية إبداعية تهدف إلى سبر عوالم النصوص والكشف عن علاقاتها وتراكيبها، وفض أسرارها والكشف عن دلالاتها وتأويل أفكارها، بمشاركة مبدعها، عن طريق إعادة إنتاجها. وهذا يعني أن العمل الإبداعي ينتقل على يدي الناقد الحق من مستوى إلى آخر جديد، مختلف عما يراه القارئ العادي. وأخيراً لا ننسى ما يقوم به النقد من دور في انتشال كثير من الموهوبين المغمورين والأخذ بأيديهم إلى دائرة الضوء، ومنهم كتاب عظام، كان من الممكن أن يظلوا مجهولين لولا أقلام النقاد.
وأخيراً، يؤكد د. هويدي أن آداب الأمم القومية جميعاً ما كان لها أن توثق ويستمر حضورها، لولا جهود منظري النقد التي مارست الدراسة والتحقيب لتطور الإبداع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©