عدد اليوم
سعد عبد الراضي (الاتحاد)
أكد الفنان والمخرج الإماراتي الدكتور حبيب غلوم أهمية إدراك قوة الفن باعتباره من القوى الناعمة التي تشكل الوعي وتسهم في تقديم ثقافة المجتمع وتعميق تاريخه والتعبير عنه أمام الثقافات الأخرى، لافتاً إلى أن المسرح في دولة الإمارات تأثر مثل غيره من الفنون بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنه يمتلك العديد من الفرص التي تكفل له المزيد من الدعم والحضور، بفضل التوجهات الراسخة لقيادة الإمارات نحو تمكين مختلف القطاعات.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان «المسرح ووسائل التواصل الاجتماعي» استضافها بيت محمد بن خليفة، وأدارها الممثل والمخرج السينمائي ياسر النيادي، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لـ«مهرجان العين للكتاب 2023» الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية ويستمر حتى 25 نوفمبر الجاري. وتحدث فيها ضيف الجلسة حول إمكانية التسويق للأعمال المسرحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى قطاع أوسع من الجمهور، وما يتطلبه الإعلان على تلك المنصات من موارد.
وقال غلوم: إن الحياة المسرحية في الإمارات كانت على سجيتها قبل قيام الاتحاد، وقبل أن يدخل التلفزيون إلى كل بيت نتيجة النقلة الاقتصادية في المجتمع، وكان التلفزيون والصحف الرسمية المنصات التقليدية التي تعتمد عليها الفرق المسرحية للترويج المجاني لعروضها.
وأضاف أن التحول الجديد في وسائل الإعلام فرض تأثيراً واضحاً لوسائل التواصل الاجتماعي التي أبعدت الجمهور عن التلفزيون وزاد الاعتماد عليها ما أدى إلى تراجع المسرح، مع وجود فرص الاستفادة من تأثير تلك المنصات إذا ما تم توفير موارد لتغطية تكلفة الإعلان عبرها.
وأشار إلى أن الحركة المسرحية في الإمارات بحاجة إلى الانتقال من اقتصار النشاط على المهرجانات والعمل الموسمي وصولاً إلى ترسيخ نشاط مسرحي دائم على مدار العام، ليسهم المسرحيون مع غيرهم في تطوير الفعل الثقافي والفني وإيجاد حلول لمواجهة التحديات المرتبطة بتمويل الإنتاج بسبب زيادة اعتماد وسائل الإعلام على البعد التجاري.
وأشار د. حبيب غلوم إلى أن الموضوعات التي تطرحها منصات التواصل الاجتماعي لا تختلف عن الموضوعات التي يتناولها المسرح إلا من حيث الأسلوب الذي يمتاز بالتكثيف والاختصار، وأنه كفنان يستفيد من هذه المنصات في التسويق لأعماله وجهوده المسرحية، ودعا إلى دعم الكادر المحلي ومكافأة من يعمل ويتميز ويمنح من وقته الكثير للفن والثقافة في الإمارات.
