عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
تمثل فنون العرائس، أو مسرح العرائس، فناً مستقلاً بذاته، رغم أنه ينهل من عدة فنون أخرى، كالنحت والرسم والأداء والمسرح، ويواجه حالياً صعوبة الاستمرار في مواجهة ألعاب التكنولوجيا وفنونها.
وقال وليد وسيعي، فنان تشكيلي وصانع عرائس والأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي في تونس، إن الثقافة العربية استفادت، كغيرها من الثقافات، من هذه الفنون، وأصبحت ذات طبيعة مؤسسية، حيث أصبح مسرح العرائس من الأشكال المسرحية، التي تقدم للصغار والكبار على حد السواء، خاصة لما تتمتع به من جانب جمالي، ولقدرتها على التبليغ والتعليم، خاصة إذا ما وجهت للطفل، وبالتالي أصبح مسرح العرائس أحد أهم الفنون، لكنه يواجه في الوقت الحالي صعوبة في الاستمرار.
وأضاف: يعتبر المركز الوطني لفن العرائس بتونس واحداً من أهم المؤسسات التي تعمل في هذا المجال، عن طريق إنتاج أعمال واحتضان ورش، كما هو الحال في مصر، حيث تأسست فرقة مسرح العرائس بالقاهرة سنة 1958، وساهمت فنون العرائس منذ نشأتها في تركيز ذائقة جمالية لأهم الأجيال، لما تكتسبه من قدرات جمالية عالية، ولسهولة توظيفها في المجال التعليمي، وتجاوز عوائق كثيرة.
وأوضح أن السؤال الأكثر إلحاحاً، اليوم، هو عن مدي قدرة هذه الفنون القديمة على التواصل في ظل التغييرات التكنولوجية والتطورات التي يشهدها العالم، غير أنه واللافت للنظر أن هذه الفنون كانت تشهد إقبالاً، تركز في ذهن المجتمع العربي، وحفاظاً على ذلك تم استحداث شعبة لتدريس مادة فنون العرائس في المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، لتساهم في إثراء المشهد بعدد كبير من المبدعين والأكاديميين المتكونين في هذا المجال.
