الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«دافي».. مشروب عربي في بيوت هولندا

«دافي».. مشروب عربي في بيوت هولندا
3 أكتوبر 2020 00:11

أحمد القاضي (القاهرة)

للتمر مكانة رفيعة عند العرب قديماً وحديثاً، أنتجوا منه أنواعاً ومنتجات عديدة، لكن فتاة سورية قررت استغلال نواته وأطلقت مشروعاً فريداً في هولندا لإنتاج مشروب لم يسمع به العالم من قبل، أطلقت عليه اسم «دافي».
بدأت السورية، رهف الليموني، في تصنيع أول مشروب يشبه القهوة العربية من نواة التمر، ولكن لم يكن الأمر بتلك البساطة، ولم يكن وليد المصادفة، فقبل خمسة سنوات أصيبت رهف بنقص في الفيتامينات، ونصحها الطبيب بتناول التمر لما يحتويه من فيتامينات ومعادن، وقررت أن تحتفظ بنواة كل حبة تمر تتناولها حتى حين.
كانت الحياة في سوريا صعبة نتيجة الحروب والأزمات، فبدأت رهف في محاولة السفر إلى عدد من البلدان الأوربية لإيجاد فرصة عمل أفضل، وعندما وصلت إلى هولندا بعد معاناة والكثير من المحاولات بدأت في تنفيذ مشروعها القائم بالكامل على نواة التمر التي جلبتها برفقتها من سوريا.

ومن هذه النواة الصغيرة، خرج مشروب بين القهوة العربية والشاي، ويشبه القهوة بنسبة 80%، لكنه خال من الكافيين والأضرار المصاحبة له، مشروب يمكن لمرضى الضغط والسكري تناوله والاستمتاع بمذاق القهوة العربية، ولكن دون الحاجة إلى القلق من الإصابة بأية أضرار.
جاءت المرحلة الأولى من المشروع بالتجربة البسيطة في المنزل لتحميص نواة التمر، ثم طحنها وإضافة بعض الماء الساخن أو الحليب حسب المذاق، لتتذوق رهف أول كوب من مشروبها الجديد الذي أطلقت عليه اسم «دافي».
وينتقل «دافي» إلى طور الاحتراف عندما سمعت مكتشفته بمسابقة لأصحاب المشروعات الصغيرة في هولندا، ونافس «دافي» ما يقرب من 300 فكرة جديدة أخرى، لكنه ربحهما جميعاً، وحصل على الدعم المادي وبعض الأفكار من الشركات الكبرى لتسويقه بشكل يليق بعبقرية الفكرة وتفردها.
من قلب هولندا انطلق «دافي» السوري إلى بيوت مئات الهولنديين، ومع انتشار الفكرة تحلم رهف بأن يصل مشروبها إلى المزيد من الزبائن ليتمتعوا بمذاق جديد للقهوة، خاصة بعدما توصلت إلى نوع معين من أنواع التمور يعطي أفضل مذاق للمشروب، فليست كل أنواع نواة التمور تعطي الطعم الأفضل.

كان «دافي» شاهداً على قصة كفاح رهف وزوجها تميم التي بدأت عبر الإنترنت وانتقلت إلى عالم الواقع، حيث تعرفت رهف على زوجها تميم عبر منصات اجتماعية يتشارك فيها السوريون خبراتهم للحصول على وظيفة مرموقة في الدول الأوروبية عن طريق تحسين سيرتهم الذاتية، وتواصلت رهف مع تميم الذي يقدم الكثير من النصائح وكان حينها في تركيا.
وقع تميم في حب رهف عبر كاميرا الهاتف، وطلب يدها للزواج فوافقت، ولكن عقدت الخطوبة عبر الإنترنت في عام 2016، فلم يتمكن من العودة إلى سوريا، وظلت رهف عالقة لا تتمكن من دخول الأراضي التركية بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة.
حاولت السفر إلى إسبانيا للحصول على الماجستير، لكنها لم تفلح، فاضطرت إلى طلب اللجوء إلى هولندا، وهناك وفي مخيم اللاجئين وبعد ثلاث سنوات من علاقة الحب الإلكترونية التقى المحبان عام 2019، لتبدأ رحلتهما الخاصة مع «دافي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©