عدد اليوم
أحمد القاضي (القاهرة)
حوّلت بسمة شاهين الفنانة المصرية الشابة موهبتها الفنية إلى لوحات حية، عبر الرسم على الأجساد البشرية، لتكون أول عربية تتميز في هذا المجال.
اكتشفت بسمة موهبتها الفنية في عمر التسع سنوات، وبدأت تتعلم وتتابع أعمال الفنانين العرب والأجانب عبر الإنترنت، وحرصت على حضور الكثير من المعارض الفنية، وهو ما كوّن في خيالها إبداعاً فنياً ينتظر الفرصة ليتحوّل إلى لوحات ملونة.
التحقت الفتاة بقسم التصوير في كلية الفنون الجميلة، وهو ما أبعدها عن تنفيذ لوحاتها مؤقتاً، لكنها سرعان ما عادت إلى طريقها مرة أخرى عبر العمل في مجال صناعة ماكياج الخدع السينمائية لأبطال عدد من الأفلام القصيرة والمسرحيات.
خطة محكمة وضعتها بسمة هدفها أن تتحول إلى فنانة محترفة في فن الرسم على الجسد، وذلك بعد أن شاهدت أعمال الفنانين الأجانب في هذا المجال، خاصة الفنانة الأميركية أليكسا ميد، لذلك بدأت بسمة شاهين في تطوير مهارتها بشكل نظري وتطبيقي، لتبدأ إبداعاتها في الظهور على أرض الواقع.
تقول لـ «الاتحاد»: إنها تعلّمت الرسم على الجسد ذاتياً، مستغلة موهبتها الطبيعية في الرسم، ومشاهدة الكثير من الفنون كوّن لديها خيالاً خصباً ومبدعاً للرسم، وتحويل جسد الإنسان إلى لوحة تذخر بالحياة.
وترى الفنانة الشابة أن الفارق كبير بين الرسم التقليدي على اللوحات وبين الرسم على الجسد، لأن الأخير يمنح اللوحة واقعية وحياة لا يمكن أن يظهر من خلال اللوحات، موضحة أنها تستغل الديكور المحيط باللوحة الجسدية في صنع مزيج من الحياة والفنون، تبهر أعين المشاهد لها، حتى لو لم يكن من محبي الفنون.
ثلاثون دقيقة هي المدة التي تستغرقها بسمة في صنع لوحة على الجسد، تستخدم بها ألواناً مخصصة في هذا النوع من الفنون حتى لا تؤثر بشكل سلبي على الجلد البشري، ولا تحتاج سوى بعض الماء لإزالتها، وهو ما يشجع على تطوع الفنانين للمشاركة في اللوحة.
أما تكوين المشهد بالكامل والديكور المحيط بالجسد الملّون فهو الخطوة الأصعب، لأنها تحتاج رسم خلفية تتلاءم مع اللوحة المرسومة على الجسد، وكذلك تحتاج إلى تجهيز إضاءة ومكان مناسبين، إضافة إلى اختيار ملابس مناسبة للشخص، وأخيراً تأتي مرحلة التصوير الفوتوغرافي، والتي تكلل العمل الفني بالنجاح، عبر صور احترافية تُظهر جمال المشهد بشكل كامل.
