الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عائشة فولاذ.. «المستجيب الأول»

(عائشة فولاذ في ميدان العمل تصوير إحسان ناجي)
17 ابريل 2021 00:47

خولة علي (دبي)

تواجه المسعفة عائشة فولاذ من مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، فيروس كوفيد، وتتعامل معه بشكل مباشر، الأمر الذي يجعلها في حذر تام، حتى لا تكون عرضة لنقل المرض لآخرين، هذا الحذر الشديد في أحيان كثيرة يسبب نوعاً من القلق من الإصابة بالمرض ونقله لأقرب الناس لها، ولكن مهمتها تجاه وطنها، ومسؤوليتها في هذا الوقت تجعلها أكثر عزماً على مواصلة التضحية، ضمن فريق خط الدفاع الأول، الذين آثروا حماية الآخرين، على سلامة أنفسهم، ليصبحوا أبطالاً في مواجهة الفيروس، والسيطرة عليه.
المسعفة عائشة فولاذ فني طب طارئ متقدم، عملت في سيارة المستجيب الأول وحالياً تمارس مهمتها الإنسانية في سيارة العناية المركزة، وتقول: مهمتنا كبيرة جداً فنحن نتعامل مباشرة مع مختلف الحالات، التي تتطلب منا التدخل السريع لإنقاذها، وطبيعة عملنا تحتاج الكثير من الجهد النفسي والبدني، حتى نكون أكثر قدرة على تجاوز ما يمر علينا من مشاهد مؤلمة قد لا يقوى البعض عليها، ولكن مهمتنا تجعلنا نسعى إلى تجاوز هذا الأمر لأداء واجبنا تجاه مختلف الحالات المرضية.

وحول الضغوط التي تواجهها مع الجائحة أشارت إلى صعوبة العمل أثناء جائحة كورونا من حيث الساعات والجهد المطلوب، فقد شكل ذلك ضغطاً كبيراً، لمواجهة أزمة لم تكن متوقعة، حيث اتخذت الجهات المختصة بعض الإجراءات والتدابير بتعديل وضبط نظام العمل، للتعامل مع التحديات. 

تدابير احترازية
وأوضحت أن دورها ضمن فريق الإسعاف ينصب على مواجهة الفيروس والتصدي لهذه الأزمة في الميدان، من خلال التعامل مع المصابين بشكل مباشر مع أخذ كل التدابير الاحترازية من لبس الكمام والنظارات واللباس الواقي، مشيرة إلى أنه في بداية الأمر كان الموضوع صعباً ونوعاً ما مخيفاً، ولكن التثقيف المستمر من قبل جهة العمل عن كيفية التعامل المباشر مع المرضى أعطاها ثقة أكبر في التعاطي مع هذه الأزمة بكل ما يتطلبه العمل من دقة وإقدام.
وقالت: تعصف بنا الكثير من الضغوط النفسية والجسدية، ونحن نمارس مهامنا لإسعاف المرضى، وأكثر الأمور المقلقة  هي الإصابة بالمرض ونقله إلى أهلنا في البيوت، لذلك نشدد على الالتزام بالإجراءات الوقائية، وأحياناً ننعزل عن أسرتنا وأهلنا خوفاً من نقل الإصابة لهم، والحمدالله مرت هذه المرحلة بخير وسلامة مع اكتساب الخبرة في التعامل مع مختلف الحالات.

ومن المواقف التي مرت عليها في ميدان العمل، أن كثيراً من الحالات التي تعاملت معها كانت تكتشف من خلال الفحص والاستفسار من المصاب أن الإهمال والتهاون بالإجراءات الاحترازية من تباعد وغيره، هو سبب الإصابة وبالتالي انتقال الإصابة بين أفراد الأسرة الواحدة أو الأصدقاء، لذلك تشدد دائماً على نصح الجميع بالالتزام وعدم التهاون. 

غياب عن الأهل
ساعات العمل الطويلة وحالة الاستنفار لمواجهه الجائحة، أمر يؤثر على كيفية قضاء الوقت مع الأسرة، حيث قالت عن ذلك: ساعات العمل الطويلة، قد تستهلك أكثر من نصف اليوم أحياناً، وقد كنا نغيب عن أهلنا بالأيام، نتيجة فترة عزل أنفسنا  بسبب اختلاطنا مع المرضى، وتعاملنا المباشر معهم، وهذا الابتعاد لفترات طويلة خارج المنزل، يولد شعوراً بالحزن واللهفة على الأهل، ولكن ما يطفئ هذا الإحساس، ويجعلنا أكثر قوة، هو إحساسنا باهمية دورنا تجاه مجتمعنا، وما تمليه علينا مصلحة الوطن من تضحيات يجب أن نقدمها لبلادنا، والحمد لله نجحنا في التعامل مع الأزمة، موضحة أن العمل في شهر رمضان، لا  يختلف عن الأيام الأخرى، فمؤسسات الطوارئ، تعمل 24 ساعة في اليوم، عبر توزيع الجهد ما بين الطواقم الإسعافية على مدار اليوم، سواء في رمضان أو غيره من الشهور.

نصيحة
توجه فولاذ نصيحة للمجتمع في ظل ظروف كورونا قائلة: كما هو معلوم أن اليد الواحدة لا تصفق، وكل فرد هو جزء لا يتجزأ من المجتمع، وله مسؤولياته وواجباته تجاهه، ونصيحتي: الالتزام بجميع الإرشادات والتدابير الاحترازية التي تصدر من الجهات المختصة، لأن أخطر أسباب الإصابة بهذا المرض وانتشاره، عدم الالتزام، وكذلك أنصح الجميع بسرعة أخذ اللقاح، لأنه أول خطوة على طريق تعافي المجتمع وعودة الحياة إلى طبيعتها بالتدريج وحفظ أسرنا وأهلنا، خصوصاً فئة كبار السن، فأجسادهم لا تقوى على مواجهة المرض، ولابد أن نكون أكثر حذراً في هذه الفترة التي تتطلب منا وقفة جدية لمواجهة الوباء، وطي صفحته، حتى ينعم مجتمعنا بالصحة والسلامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©