عدد اليوم
أحمد عاطف (القاهرة)
ظهرت شهامة المصريين مرة أخرى، وذلك في واقعة وجدت تعاطفاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. ففي إحدى مجموعات الفيسبوك لتصليح السيارات، طلب أحد المساعدة في كيفية إصلاح سيارته بعدما تعرضت للاحتراق بالكامل.
ولم يتوقع فادي صالح، صاحب السيارة المحترقة أن يتلقى هذا الكم من رد الفعل والتعاطف ماديًا ومعنويًا مع صورة سيارته، حيث كتب الشاب على المجموعة، إن حريقاً طال السيارة بعد عطل في طرمبة البنزين فأتى على جميع أجزائها مع احتمالية تدمير الموتور، وأرفق صورة السيارة وطلب من الأعضاء النصح فيما يتعلق بخطوات إصلاحها.
وما هي إلا دقائق معدودة حتى تكفل عدد كبير من تجار السيارات وقطع الغيار والمتخصصين بإصلاحها. فصورة السيارة لم تحصل فقط على الدعاء بالعوض لصاحبها بل كانت هناك خطوات ملموسة، حيث بدأ الأمر مع شخص يدعى إبراهيم علام متخصص في إصلاح كهرباء السيارات.
وعرض على صالح أن يأتي إليه ليحصل على تصليح مجاني بالكامل لكهرباء السيارة وثلاجة ومراوح جديدة، ورف للسماعات مع كل ما يلزم السيارة من الكهرباء. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تبعه شخص آخر يبدو وكأنه تاجر سيارات كبير.
حيث وعد محمد عبد الحميد بأن يسلم صاحب السيارة المحترقة أربعة أبواب جديدة، وكنبة خلفية للسيارة، وتركيب مساعدين للسيارة، وكل هذا من دون أي مقابل فقط يأتي إليه الشاب مع صورة بطاقة الهوية والرخصة، حتى يتأكد من هويته ويسلمه ما وعده إياه أمام الجميع.
وبعد الكثير من المنشورات الداعمة لفادي صالح، كانت هناك أيضًا حملة دعم من الأشخاص. فمنهم من عرض عليه أن يحصل على فانوس كان لديه ولم يعد بحاجة إليه، وآخر عرض عليه ناقل سرعة ومساعدي السيارة الأماميين.
ومن بين الأشخاص، الذين بادروا بمساعدة الشاب، أحد تجار السيارات الذي يدين بالكثير لهذه المجموعة حيث ساعدته في بداياته عندما افتتح متجره قبل عشر سنوات. ولهذا، قدم هدية لصالح مجموعة صوت كاملة كرد للجميل لكل من ساعده.
ولاقت هذه القصة إعجاب المصريين حيث خرجت من مجموعة إصلاح السيارات وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت التغريدات تتحدث عن شهامة المصريين التي تظهر في الأوقات الصعبة، والذين يمدون يد العون لكل من يحتاج إليهم حتى لو أنهم لا يعرفون عنه غير صورة على موقع افتراضي.
