الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«العيد العود».. ذكريات البهجة

الألعاب الشعبية فرحة الأطفال في كل المناسبات
23 يوليو 2021 01:20

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

لطالما رسمت طقوس عيد الأضحى في الإمارات صور فرح راسخة، وشكَّلت جزءاً من ذاكرة الآباء والأجداد، فأيامه من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي تُدخل البهجة إلى القلوب، وفرصة لتعزيز القيَم وتقوية الروابط العائلية. أما عاداته فارتبطت في أذهان كبار السن بالألعاب الشعبية و«العيدية» والملابس الجديدة وتخضيب الأيادي بالحناء، والتي تأتي جنباً إلى جنب مع توزيع الأضاحي والاحتفال بعودة الحجاج.
عن بهجة عيد الأضحى، التي كانت وما زالت تعمّ أرجاء الإمارات حيث الطقوس تتشابه في مختلف ربوعها، تحدّثت رفيعة الخميري من أبوظبي، مشيرة إلى أن لهذه المناسبة الدينية خصوصية كبيرة، تتمثّل في ذبح الأضاحي ومشاركتها مع الأهل والجيران، بينما للأطفال حصتهم من زينتها وأجوائها المميَّزة. وقالت: بعد صلاة العيد، كنا نتجَّول بين البيوت لنحصل على «العيدية» بالآنة، وهي جزء من الروبية، وكانت في بعض الأحيان عبارة عن حلويات، ثم نعود إلى البيت. وكنا نحن الأطفال، نمارس الألعاب الشعبية أيام العيد، ولم يكن هناك فرق بين البنات والأولاد. 

  • مريم النقبي
    مريم النقبي

البيت «العود»
تستعيد مريم النقبي ذكريات الطفولة، وأجواء عيد الأضحى قديماً في فريج «الزبارة» بخورفكان، الذي ما زالت تقطنه حتى اليوم. وتروي كيف ارتبط في ذهنها بالكثير من الممارسات بينها، «العيدية» ولعبة «المريحانة» وإدخال السرور إلى بيوت الجيران والأحباب، حيث تجتمع الأسر في البيت «العود».
وذكرت النقبي أن بهجة «العيد العود»، كما يُطلق عليه في الإمارات، كانت تعمّ كل الفرجان، وكان الأهالي يصرّون على إحياء هذه المناسبة الدينية في أجمل صورها، حيث تبدأ الاحتفالات قبل العيد بتجهيز البيت وخياطة الملابس وإعداد الحناء في البيت بتجفيفها ودقِّها وخلطها. ويتوجّه الكبار والصغار لصلاة العيد وهم في أبهى حلّة، حيث تدبّ الحركة باكراً في الفرجان، موضحة أن المصلّى كان يقع خارج المنطقة وهو عبارة عن «براحة» واسعة، يتطوّع الشباب لتنظيفها استعداداً لحلول العيد. وبعد العودة من المصلّى تبدأ جولة الأطفال لمعايدة الجيران والأحباب ونيل «العيدية». وهي طقوس تحمل الكثير من المعاني وتعزِّز في نفوس الأطفال الشعائر الدينية وقيَم المحبة والصدقة واحترام الكبير والعطف على الصغير.

«الهريس»
وتتابع ذكرياتها عن تجهيز الأضحية صبيحة العيد، وذبحها في رواق المنزل وتوزيعها، وكذلك «الفوالة» التقليدية وتشمل «الخبيص»، «المحلّى»، و«الهريس» الذي تحضِّره الأمهات قبل ليلة على الحطب، ثم يضعنه في التنّور، وكان يُطهى بالدجاج البلدي الذي يُربّى في البيت. وعند الضحى، يتم ذبح الأضحية ويتشارك فيها 7 أشخاص من الجيران، حيث كانت شتاءً تُذبح في البيوت، بينما يقضي كثيرون العيد بالمزارع أيام القيظ.

«كاجوجة» وتُلي
ذكرت سميحة الكعبي أن «العيد العود» قد ارتبط في ذهنها بالملابس الجديدة وحياكة التُلي على «الكاجوجة» والألعاب الشعبية والتزاور وذبح الأضاحي وطهي اللحم على الحطب. وتذكر من «فوالة» العيد، العصيد والقرص وخبز الرقاق الذي كان يُجهَّز في الصباح الباكر، مشيرة إلى أن فطور عيد الأضحى كان يختلف عن عيد الفطر، ففي حين يتم تعجيله في العيد الصغير بتناول الماء والتمر قبل الذهب لصلاة العيد، يكون في عيد الأضحى بعد العودة من الصلاة.

  • «المريحانة» زينة كل بيت
    «المريحانة» زينة كل بيت

فُسحة للفرح
ترتسم ملامح العيد في ذهن مريم النقبي بالملابس الزاهية والتزاور واللعب، وأكثر ما كان يسعدها وأترابها، تجهيز ساحة اللعب، وتثبيت «المريحانة» التي كانت تُصنع من الدعون وتُعلّق حبالها بالأشجار الكبيرة. يقوم الرجال بتركيبها احتفاءً بالمناسبة السعيدة، وتبقى أكبر فُسحة للفرح طوال أيامه، حيث يستمتع الصغار بها، وتجتمع حولها النسوة لتبادل التهاني وأخذ قسط من المرح عليها حين ينسدل الظلام. 

تحت الوسائد
قالت الراوية سعيدة الواحدي، إن ذاكرتها ما زالت تحتفظ بأجمل الصور عن طقوس عيد الأضحى المشبعة بمعانٍ تحرص على تطبيقها حتى اليوم مع أسرتها، معتبرة أن قيَم العيد تتجاوز الذبيحة والبهجة إلى إسعاد الآخرين ومد يد العون وإطعام الفقراء. والعيد بالنسبة لها فرصة لإحياء صلة الأرحام، وتعزيز قيَم التعاون والمحبة، لافتة إلى أن والدها الذي كان تاجر مواشٍ، لطالما حرص على جلب الأضاحي السمينة إلى البيت. وكان يختارها بعناية، ما يجعل أطفال العائلة يعيشون فرحة كبيرة، يجتمعون ويلعبون، وينامون ليلة العيد والملابس الجديدة تحت وسائدهم استعداداً لارتدائها في الصباح الباكر قبل الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العيد.

هدايا الحجّاج
ارتبط عيد الأضحى في الإمارات منذ القِدم بعودة الحجّاج، وكان يُطلق عليه عيد الحجّاج، الذين يحظون باستقبال مُبهج من الأهل والجيران. تتزيَّن البيوت وتُذبح الخراف احتفالاً بعودتهم، وتُقدَّم لهم «الفوالة» من الحلويات المنزلية مثل «العصيد» و«الخبيص». وجرت العادة أن توضع الأعلام الخضراء على منازل الحجّاج، وهم بدورهم يوزِّعون الهدايا من الأراضي المقدَّسة على المقرّبين، منها سجادات الصلاة والسُبحات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©