عدد اليوم
خولة علي (دبي)
للطبيعة أوجه ومشاهد عدة يصطادها المصور الفوتوغرافي أحمد الشحي بعدسته، ويستلهم منها مفاهيم التجديد والانطلاق في سعة المكان، وتجسيد الفكرة وما فيها من مؤثرات إيجابية. وكلها تفاصيل تجعله يركز على توثيق رحلته ودمجها بذائقة مختلفة وغير تقليدية، محولاً صوره إلى لوحات فنية بديعة.
شغف أحمد الشحي دفعه إلى احتراف التصوير وإتقان هذا المجال الذي ترك فيه بصمة واضحة. ويقول: مجال عملي مختلف تماماً عن الهواية التي وجدت نفسي فيها، إذ ولجت إلى عالم التصوير ومتعة النظر في مفردات الطبيعة، وما يلتقطه بصري من أيقونات جمالية. وأدركت أنني سأقدم أعمالاً نابعة من عمق حسي الفني في قراءة دقيقة للأماكن.
محطات
ويضيف الشحي: حرصت على أن تضم أعمالي مكونات مختلفة من جمال الصحراء بكثبانها الذهبية، ولآلئ المجرة في ظلمة الليل، إلى نبع الحياة في الشلال المنساب بين الصخور الجبلية، والطبيعة الساحرة المغطاة بثوبها الأخضر حيث السكون والطمأنينة. وأسعى من خلال أعمالي لأن يستشعر المُشاهد اللحظة التي عشتها أثناء التقاط المشهد. فالصورة قد تأخذ المرء إلى محطات لم يشاهدها وتلقي عليه أثراً إيجابياً. وقد اتجهت إلى التصوير، وكان وسيلة لملء الفراغ وتجربة جديدة، إذ لم تكن لديّ أي مهارة في مجال الفنون من قبل.
تنوّع المهارة
ويرى أحمد الشحي، أن مهارة المصوِّر تظهر في نقطتين. الأولى، تقنية التصوير والتعرف على معداته وهي خطوة ضرورية، ولكن معظم المصورين يقعون في فخ التقنيات، ويعتقدون أنها وحدها قادرة على جعلهم مستخدمين جيدين. والثانية، وهي الأهم، تتعلق بالعنصر الفني، ولا يوجد له محتوى تعليمي كافٍ في مجال التصوير. وينصب حول امتلاك المصوِّر ذائقة فنية.
رحلة التطبيق
بعدما تعرف الشحي على تقنيات التصوير واحترف استخدام الكاميرا وأدواتها، بدأ مرحلة التعلم الفني عام 2020، أيام الحجر المنزلي. واستغل هذه الفترة في تثقيف نفسه بالتصوير بشكل يومي عن طريق قراءة الكتب ومشاهدة الدروس التعليمية على شبكة الإنترنت. وقد تعرف على المصوِّر الإماراتي المتميز سالم بن سرحان، الذي نصحه بالتركيز على نقاط تطوير مهارته، وهكذا بدأ رحلة التطبيق إلى جانب انتسابه إلى عددٍ من ورش التصوير.
قواعد الصورة
ويشير الشحي إلى قواعد عدة يجب أن يتقيد بها المصوِّر للحصول على صورة ناجحة، كالحضور باكراً إلى موقع التصوير، واختيار الفكرة، وانتقاء الزاوية المناسبة مع فصل العناصر ووزنها وتحديد أطر الصورة. ويشير إلى معدات عدة للتصوير تُستخدم في الطبيعة، منها حامل الكاميرا «القائم الثلاثي» tripod، وبعض الفلاتر للتصوير بالماء.
محتوى فني
يعتبر أحمد الشحي أن قلة المحتوى العربي في الجزء الفني من التصوير، يشكل عائقاً أمام المصوِّر. ويقول: معظم الصور المتوافرة مكررة وسطحية في طرح المعلومة، وتدور فقط حول تقنيات التصوير، في حين تهمل المنهج الفني وعرض تجارب التعامل مع المشهد أو اللقطة.
قناة تعليمية
إلى جانب ما يقدمه أحمد الشحي من معلومات ثرية على حاسبه على «إنستغرام»، يطمح إلى فتح قناة تعليمية لعرض كل ما تعلمه عن تقنية التصوير الفوتوغرافي، لإثراء المحتوى العربي، ولتكون مرجعاً مهماً للراغبين في تعلم هذا الفن.
