الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

4 فوائد «للنوستالجيا»

4 فوائد «للنوستالجيا»
18 يونيو 2022 01:25

د. شريف عرفة

منذ أن تقاعد «أحمد» من عمله واستقل أبناؤه بحياتهم، وهو يتذكر نجاحاته الوظيفية وإنجازاته .. ويحلو له الجلوس ليلاً لتصفح ألبومات الصور التي تسجل أفضل لحظات حياته. فهل ما يفعله أمر صحي من الناحية النفسية أم لا؟
الحنين للماضي «نوستالجيا» هو الشعور الذي ينتابك حين تتذكر ما مضى .. شرائط الكاسيت والفيديو، الهاتف الأرضي ذو القرص الدوار، أيام طفولتك، أو لعبتك المفضلة، أو أصدقاء المدرسة، شرائط الفيديو والكاسيت، أو نجاحك المهني كما يفعل «أحمد» .. إنه ذلك الشعور المحبب بالانجذاب نحو ذكريات بعينها حدثت في زمن أجمل لاستعادة المشاعر المصاحبة لها..
هنا يطرح السؤال نفسه: هل يعود علينا هذا بأي فائدة؟
حسب دراسات نفسية عديدة، فإن الحنين للماضي يحقق عدداً من المكاسب النفسية.. منها:

1- مشاعر إيجابية
حين تتذكر أي موقف حدث في الماضي، فإنك تستعيد المشاعر المصاحبة له. لذلك يميل الناس لتصوير المناسبات السعيدة والاحتفاظ بتذكارات لرحلاتهم، لأن مشاهدة هذه المثيرات تستدعي المشاعر الإيجابية، ويأتي بها من الماضي إلى الحاضر.
لذلك ينصح العلماء بتدريبات مثل كتابة الأشياء التي تمتن لوجودها في حياتك، أو الأحداث الجميلة التي وقعت، كوسيلة لزيادة السعادة والرضا النفسي.

2- ترابط اجتماعي
تذكر أيام الخطوبة يجعلك أكثر قرباً لزوجتك. حتى إن الذكريات المشتركة مع الأصدقاء والأقارب يزيد من شعورهم بالانتماء لبعضهم، ويدفعهم لسلوكيات إيجابية تجاههم. في دراسة وجدوا أن تذكير طلبة الجامعة بالذكريات الجميلة مع زملائهم، جعلهم أكثر استعداداً للمشاركة في أنشطة طلابية. عكس الذين لم يتذكروا هذه الذكريات المشتركة.
3- ثقة بالنفس
حين تتذكر انتصاراتك ونجاحاتك والصعوبات التي اجتزتها والمشاكل التي كان تؤرقك يوماً، لكنها انتهت، فإن هذا يعد دليلاً دامغاً يمكن استخدامه في حوارك الذاتي لإقناع نفسك أنك قادر على تخطي الصعوبات المشابهة، وأنك على ما يرام .. وهو ما يزيد ثقتك في نفسك وقدراتك.

4- فهم الذات
رغم التغيرات الشكلية والنفسية التي تطرأ علينا بفعل مرور الزمن، إلا أن تذكر الماضي يساعدنا في خلق اتساق في سردية حياتنا. يجعلنا نتذكر ما هو مهم حقاً .. أين كنا وأين أصبحنا .. كل هذا يساعدنا في تكوين نظرة أكثر تماسكاً لأنفسنا.

احذر الإفراط
نعرف جميعاً أن الإفراط في أي شيء مفيد، يجعله ضاراً. وبالمثل، الاستغراق في الماضي قد يجعل الإنسان منعزلاً لا يتفاعل مع الحياة الواقعية التي يعيشها. لذلك كشفت دراسات فيليب زيمباردو عن التوجه الزمني، أن الصحة النفسية مرتبطة مرتبطة بالتوازن بين الأزمان الثلاثة: الحنين للماضي، والتركيز في الحاضر، والتطلع للمستقبل بتفاؤل وأمل .. وليس التركيز في زمن واحد دون غيره.
لذلك إذا كان «أحمد» يتطلع للماضي بهدف استحضار الموارد النفسية اللازمة للعيش الحاضر والتطلع للغد، فإن هذا يبدو مفيداً .. كأن يتذكر الأشياء التي تعزز ثقته في نفسه كي تعينه على مواجهة الحياة، أو الأشياء كانت تثير شغفه كي يسعى لأن يفعل مثلها بشكل يتسق مع حياته… إلخ
والآن قل لي عزيزي القارئ..
ما هي الذكرى الجميلة التي خطرت ببالك وأنت تقرأ هذا الكلام؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©