في عهد خليفة.. الإمارات مركز رائد لصناعة السينما العالمية

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

تمكنت الإمارات من أن تصبح مركزاً رائداً خليجياً وعربياً وعالمياً في صناعة السينما والإنتاجات الإبداعية الأخرى، بفضل الدعم والاهتمام الكبيرين اللذين أولاهما المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، استمراراً لنهج ومسيرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عملية التطوير والبناء والاهتمام بالثقافة والفنون، حيث شهدت الإمارات حركة إنتاج سينمائية ثرية وطفرة غير مسبوقة في استقطاب عدد من النجوم العالميين من هوليوود وبوليوود، للاستفادة من إمكانات الإمارات في صناعة السينما، لما تتمتع به من بنية تحتية قوية، ومرافق حديثة وأماكن سياحية خلابة واستديوهات مجهزة بأحدث التقنيات العالمية، وبرامج تسهيلات وحوافز، أغنت عملية تصوير الأفلام وعززت ورسخت من مكانة دولة الإمارات عالمياً. 
شهدت الإمارات في عهد فقيد الوطن تفرداً وريادة في المجال السينمائي والإنتاجات الفنية، بفضل تأسيس ودعم الجهات المعنية بالمجال الفني وصناعة المحتوى الإبداعي، أبرزها «TwoFour54»، و«إيمج نيشن أبوظبي» و«لجنة أبوظبي للأفلام»، و«لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني»، ما جعلها تشهد حراكاً إنتاجياً في السنوات الأخيرة أهّلها لتكون محطة سينمائية مهمة لصناع الأفلام على غرار المدن العالمية، مثل فرنسا وبرلين ولندن مستقطبة أشهر نجوم الأفلام وصناعها من هوليوود وبوليوود والدول العربية، بفضل الحوافز التي توفرها والتسهيلات المقدمة لهم.

نقلة نوعية
النقلة النوعية التي شهدتها الإمارات في مجال صناعة السينما، تحققت مع دعم الجهات المتخصصة بالمحتوى الإبداعي، والتي وفرت عناصر جذب لنجوم العالم لتصوير أفلامهم في مناطق متفرقة في الدولة، لتكون الإمارات وجهة سينمائية رائدة وتتصدر مواقعها وأماكنها السياحية وكثبانها الصحراوية الذهبية مشاهد الأفلام العالمية، ليتعرف الآخر على مدى التطور والإمكانات العالمية التي وصلت إليها الإمارات في هذا المجال، ومن أبرز الأفلام التي صُورت في الإمارات «مهمة مستحيلة» للنجم توم كروز و«السرعة والغضب 7» - لـفين ديزل وتيريس جيبسون والذي صورت مشاهده في قصر الإمارات وأبراج الاتحاد، و«سباق 3» و«بهارات» و«تايغر زيندا هاي» للنجم سلمان خان، حيث صُورت أغلب مشاهدها في قصر الإمارات وياس فايسروي أبوظبي وأبراج نيشن تاورز ومركز أبوظبي الوطني للمعارض وحلبة مرسى ياس، كما صور «بهارات» بمشاركة فريق عمل عالمي ضم أكثر من 200 محترف وكادر إضافي مساعد مكون من 1400 شخص، واستمرت عملية التصوير 15 يوماً وتوزعت على 4 مواقع مختلفة، شملت صحراء ليوا والوثبة والعين، وشمل الموقع الأخير استخدام مجموعة من أحدث التقنيات خلال التصوير لمحاكاة أجواء وبيئة مواقع استخراج النفط خلال السبعينيات، كما جرى تصوير مجموعة من المشاهد الرئيسة في الاستديو الخارجي (backlot)، التابع لـ«twofour54» والحائز عدة جوائز عالمية بمدينة خليفة الصناعية «كيزاد»، حيث تم تحويله خلال التصوير إلى سوق عربي، وفيلم «آلة الحرب» (War Machine)، الذي صور الممثل العالمي بعض مشاهده في العاصمة الإماراتية، لمدة 22 يوماً، بالتعاون مع «twofour54»، في نحو 20 موقعاً مختلفاً في إمارة أبوظبي، حيث تم تحويل بعض طرق السير من أجل إنشاء الموقع الافتراضي للسفارة الأميركية في كابول، كما انتقل فريق التصوير إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، ومناطق أخرى من صحراء أبوظبي.

أخبار ذات صلة

رئيس «دولي السيارات» يزور عُمان

جلسة تناقش راهن القصيدة الحديثة في الإمارات واليونان

خليفة بن زايد في ذمة الله

تابع التغطية كاملة

دور ريادي 
دور ريادي قامت به «twofour54» في قيادة مشهد تطوير المواهب المحلية، واستثمرت على مدار أكثر من عقدٍ مضى في مبادراتٍ وبرامج تدريبية أتاحت الفرصة أمام مواهب صاعدة للعمل مع نخبة من الخبراء والشركات العالمية من مختلف المجالات الإبداعية، حيث استفادت مئات المواهب الشابة المبدعة من برامج ومبادرات «twofour54» التدريبية على مدار الـ14 عاماً الماضية، وساهمت هذه الجهود والاستثمارات طويلة الأجل في تطوير قيادات إماراتية وكوادر واعدة قادرة على قيادة دفة القطاع الإبداعي، فقد وصلت نسبة الشركات الموجودة في «twofour54» والتي يملكها ويديرها إماراتيون إلى 26%، وجاء أسباب اختيارهم للمنطقة الإبداعية هو ما تقدمه من خدمات وفرص متفردة تسهم في تحفيز أعمالهم الإبداعية.
وتهدف «twofour54» إلى تطوير المحتوى الإعلامي والترفيهي العربي والارتقاء به إلى مستوى العالمية، كما تهدف مهامها إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي متميز لابتكار محتوى مميز من خلال توفير ديناميكية عمل مميزة وبيئة محفزة للإبداع في كافة الميادين الإعلامية والترفيهية من التلفزيون والراديو والسينما والنشر والإعلام الرقمي والموسيقى والألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة.

برنامج الحوافز
برنامج الحوافز القائم على حسم 30% من الإنفاق ما قبل وبعد عملية الإنتاج، جذب صناع السينما الهوليوودية والبوليوودية لتصوير أفلامهم في مناطق متفرقة في الإمارات، والاستفادة من التسهيلات والإمكانات التي توفرها «لجنة أبوظبي للأفلام» التي تهدف لدعم وتطوير صناعة الأفلام والتلفزة، والترويج لأبوظبي كموقع مميز للإنتاج إقليمياً ودولياً، كما تقوم على مساعدة شركات الإنتاج في كل مرحلة من مراحل عملية الإنتاج بما في ذلك، الوصول إلى برنامج الحوافز القائم على الحسم، والمساعدة في إجراءات الحصول على أذون تصوير والموافقات على السيناريو وإيجاد طواقم العمل المحليين.

إنتاجات عالمية
فيما عملت «إيمج نيشن أبوظبي» التي تأسست في سبتمبر 2008 على تطوير وإنتاج وتمويل أفلام طويلة ومحتوى رقمي للأسواق العربية والعالمية، وتعمل من مقرها الرئيس في العاصمة الإماراتية أبوظبي على عقد شراكات مع أبرز المنتجين العالميين لتطوير وإنتاج محتوى مناسب للتوزيع على مستوى العالم، وذلك إلى جانب تقديمها الدعم للمخرجين في الشرق الأوسط وللإنتاج السينمائي العربي.

مكان مثالي
وعززت لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، من موقع دبي في تحويلها إلى مكان مثالي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، حيث شهدت الدولة حراكاً إنتاجياً في السنوات الأخيرة أهّلها لتكون محطة سينمائية مستقطبة أشهر نجوم الأفلام وصناعها من هوليوود وبوليوود وآسيا، لتصوير الأفلام في أبرز معالمها السياحية في دبي مع توفير نحو 40% من قيمة الإنتاج، ومن أبرز الأفلام «ستار تريك بيوند» و«كونغ فو يوجا».

مهرجانات سينمائية
أصبحت الإمارات منصة لدعم صناع الحركة الفنية في شتى المجالات مستقطبة صناع السينما والتلفزيون من مختلف أنحاء العالم، وأتى ذلك من خلال دعم التلفزيونات وتأسيس المهرجانات الفنية التي جعلت الإمارات «قلب الحدث»، مثل مهرجان «دبي السينمائي» ومهرجان «أبوظبي السينمائي»، ومهرجان «الخليج السينمائي»، ومهرجان «العين السينمائي»، والتي أثرت الحركة السينمائية، بدعم صناع السينما المحليين بتنفيذ أعمال روائية طويلة، وقصيرة ووثائقية لتنافس الأفلام الأخرى، وكذلك دعم الشباب من الموهوبين في هذا المجال، والذين خرجت بعض أعمالهم من نطاق المحلية إلى العالمية، بالمشاركة في المهرجانات العربية والدولية وحصد الجوائز.

بطل رئيس
بفضل ما تتميَّز به صحراء الإمارات منها ليوا والوثبة والعين من كثبان رملية ساحرة، أصبحت بطلاً رئيساً في أحداث الأفلام العالمية أبرزها: (Dune 2021)، إخراج دينيس فيلنوف وبطولة تيموثي شالامي وريبيكا فيرغسون، و(The Misfits 2021)، إخراج ريني هارلين وبطولة بيرس بروسنان وهيرميون كورفيلد، و«تحت الأرض 6» (Underground6)، بطولة رايان رينولدز 2019 والذي صور بعض مشاهده أيضاً في أماكن مختلفة منها متحف اللوفر أبوظبي وأبراج الاتحاد.