عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
تشكل جزيرة الجبيل الساكنة وسط طبيعة بكر خلابة إضافة نوعية للمشهد الحيوي في أبوظبي ونموذجاً استثنائياً للحياة العصرية التي تتماشى مع مفاهيم الاستدامة وتعزيز النظم البيئية والتنوع البيولوجي. وعدا عن رحلات «الكاياك» التي اشتهرت بتوفيرها لعشاق المياه المسترخية في بحر من الهدوء، تُعتبر «الجبيل» وجهة جذب متكاملة تجمع بين سياحة الاستكشاف والاستجمام النوعي في أحضان متنزه القرم وجسره الخشبي الكاشف لأجمل الشعاب المرجانية المنتشرة على مد العين.
جزيرة الجبيل الواقعة في نطاق العاصمة أبوظبي بين جزيرتي ياس والسعديات، هي بلا شك خيار مثالي للباحثين عن رحلة متفرِّدة على بعد دقائق من قلب المدينة. ومحطة الاستقطاب السياحي الأبرز فيها، متنزه قرم الجبيل الذي تم افتتاحه في يناير 2020، ويوفر خيارات ترفيهية متعددة تناسب محبي النباتات والحيوانات، وعشاق الاسترخاء وممارسة الأنشطة المتنوعة في الهواء الطلق، بدءاً من المشي على الجسر الخشبي الممتد بين أشجار القرم، وممارسة اليوغا، وصولاً إلى جولات قوارب الكاياك برفقة مرشدين متخصصين لاستشكاف مفردات البيئة وأصناف الحياة البرية فيها. ويلعب المتنزه دوراً بارزاً في زيادة الوعي حول النظم البيئية، كما توفر «الجبيل» للمدارس والجامعات فرصة تنظيم الزيارات الترفيهية التعليمية لتثقيف الطلاب حول أشجار القرم.
استقطاب لافت
في حديثه لـ«الاتحاد»، ذكر المهندس عبدالله سعيد الشامسي، مدير العمليات لشركة جزيرة الجبيل للاستثمار، أن «الجبيل» تُعتبر واحدة من أكثر الوجهات تفرداً في أبوظبي. وقال: شهد مفهوم السياحة البيئية خلال الآونة الأخيرة نمواً كبيراً في الإمارات، وذلك لأهميته في التعريف بمناطق الاستكشاف الطبيعية في الدولة وتسليط الضوء على ضرورة الحفاظ على البيئة. ومن هذا المنطلق كان لجزيرة الجبيل دور بارز في التعريف بهذا المفهوم باحتوائها على العديد من المرافق الترفيهية والتعليمية في أحضان الطبيعة، ما انعكس على استقطاب متنزه قرم الجبيل لأعداد لافتة ومتزايدة من السكان والزوار والوفود الرسمية وكبار الشخصيات.
6 منصات
على امتداد 6 منصات متنوعة في الشكل والمضمون، يوفر متنزه الجبيل فرصة المشاركة في دعم جهوده البيئية من خلال زراعة أشجار القرم والتعرف على تفاصيل حول قوة المد والجزر والأصول التاريخية لأشجار القرم وتركيز الأملاح في مياه البحر.
1- المنصة العائمة: توفر معلومات عن النظام الإيكولوجي لأشجار القرم وجذورها، والتي تُعتبر موئلاً للنباتات القادرة على النمو في المياه المالحة مثل الطحالب، وموطن تكاثر العديد من أصناف الحيوانات البحرية.
2- قوة البحر: تعرِّف الزوار بالعوامل التي تؤثر على حركة مياه البحر مع فهم دور أشجار القرم في حماية السواحل وفتح قنوات مائية جديدة، وأهمية المد والجزر في حمل شتلات أشجار القرم إلى الموائل الساحلية الأخرى.
3- جذور القرم: تعطي لمحة مفصلة عن نظام جذور أشجار القرم المعقّد، ودوره في حماية النظام البيئي لغابات القرم.
4- برج المراقبة: يتيح الاستمتاع بنظرة شاملة على غابات القرم ومختلف أصناف الحياة البرية، ومشاهدة القنوات المائية التي تتخلل المسطحات.
5- مجمع الملح: يوضح للزوار مفهوم تركيز ملوحة مياه البحر ولاسيما في الخليج العربي وكيفية تكيّف أشجار القرم مع البيئة القاسية.
6- منصة الشاطئ: تشرح الدور الكبير الذي تلعبه أشجار القرم في حماية سواحل الإمارات وأهمية الوعي الاجتماعي في الحفاظ على هذه الغابات.
رحلات بحرية
ركوب قوارب الكاياك ومشاهدة شروق الشمس وغروبها، من أكثر الأنشطة التي يشتهر بها متنزه قرم الجبيل للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى الرحلات الليلية في قارب التنين الكهربائي، وتتوفر كلها للأعمار فوق 3 أعوام، مع ضرورة وجود شخص بالغ مرافق للأفراد دون عمر 18 عاماً، ما يمنح الزوار تجربة استجمام متفردة.
5000 هكتار
تبلغ مساحة جزيرة الجبيل الكلية نحو 5000 هكتار، ما يعادل 50 كيلومتراً مربعاً، وتصل مساحة المنطقة القابلة للتطوير فيها إلى نحو 1400 هكتار، ويجري حالياً تطوير أكثر من 450 هكتاراً. ويضم مشروع «الجبيل» وحدات سكنية متنوعة ذات تصاميم راقية وعصرية.
تنوّع بيولوجي
تتميز جزيرة الجبيل بالتنوّع البيولوجي وتحتضن العديد من أنواع الحياة البرية والبحرية، إلى جانب الكثافة الكبيرة لأشجار القرم، والتي تُعتبر أنظمتها الجذرية المعقدة عنصراً مهماً للنظام البيئي الساحلي لأبوظبي، إذ تنمو في أماكن من الصعب على أصناف النباتات الأرضية الأخرى النمو فيها، نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة، ونسب الملوحة العالية، ومستويات الأوكسجين المنخفضة، والتربة غير المستقرة.
رفاهية العيش
يعتمد مشروع جزيرة الجبيل على مبدأ الكثافة المنخفضة في البناء لتوفير أقصى قدر من الخصوصية والراحة وأسلوب الحياة المتطور والراقي، كما يوفر وسائل الراحة والرفاهية وسط المناظر الطبيعية والبيئية الساحرة لأشجار القرم.
