السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أحمد العسم يكتب: الحقيبة

أحمد العسم يكتب: الحقيبة
5 مارس 2023 01:31

الحقيبة لا تضيق، نحن من نحمل فيها ما لا تَطيق.. 
لا توجد أيام ثقيلة كالتي نحملها ونحن نستعد ذاهبين بحقيبة مليئة بالخوف من النقصان بوهم كبير يزيد ولا ينقص، وكأننا نستعد إلى غياب طويل ونحتاج مؤونة وزاداً، حتى ونحن كُتّاب نظن بأن الأوراق تحتاج أن تُكتب عليها سيرة طويلة عن تفاصيل أخرى لا داعي لها. تشترك معنا الأهداف ونحن من نعبر بقلوبنا التي تحفظ ما نقول وهي العارفة بما نود. هي قلوبنا «الدفتر العود» الذي يقرأ بوضوح وينير أمانينا ويخلصنا من حيرة التفكير ويحفزنا.
الحقيبة ثقيلة إلا بمشاعرنا حين تفيض مودعة أو مستقبلة الحظ ونحن في أشد الحاجة إلى الفرح وتبديد الخوف ونزعه من الوحشة. أذهب بعيداً عني أحياناً وأجدني أحمل حقيبة لست مطمئناً من وزنها ولا تستقر داخلي الرؤية، وتتوه مفردتي أين أضعها فلا أجد إلا الشمس تحضن مسافاتي وكبرياء المقصد. في الحقيبة نحمل أحياناً ما ليس لنا به حاجة ونُحمِّلها ما لا تَطيق وأشياء لا لزوم لها، فتكون عبئاً بوزن ثقيل، في غياب عن معرفة المفيد مما نحمل من الأوزان الثقيلة.
«تكسر الظهر» وتحمل معنا هم الاستمرار وتشتت أذهاننا. الحياة السهلة غاية نبيلة ويد طويلة تمتد للخير، وتجيب عن أكثر الأسئلة صعوبة. الحياة ميزان العدل وهي صديقتنا التي نتبادل معها الحوار الشفاف وتسعدنا بالرأي السديد بكل خفة وتيسير. ومن دون أحمال الحياة، فإن الحقيبة الكبيرة نحمل عليها ولا تضيق، تتسع فيها أنفاسنا ويتيسر فيها بوحنا ولا تخرجنا عن الواقع «أيها الماضي، في الحقيبة أنا، الصفة التي أتمتع بها، انتمائي الذي أقدره، المنزل، وأماني تولد فينا، وأني الحقيقة للأبناء، هويتي والإنسانية».
من الوجدان آمالي..
كل صباح أرى طلاب المدارس وهم ذاهبون إلى مدارسهم، حاملين حقائبهم المدرسية، أدعو الله أن تمتلئ نوراً وعلماً وسعادة، وتكون أقلامهم وألوانٌ يحملونها كالأماني، يكتبون ويرسمون علم بلادي ويرفعونه عالياً، صوراً للوطن والإنسان والحياة. ويكون الطلاب في كل مكان بسعادة ورخاء، وأن يوفقوا وتكون الحقيبة وزنها في معناها تحمل ما ينفعهم من علم وتعلم.
يقرأ الناس ما في الحقيبة كلما حملوها على ظهورهم وكلما استمعوا من خلالها إلى صوت الحقيقة، ويفتحون النوافذ لها كلما أرادت إخراج ما فيها واشتاقت للنور.
«اطرقوا باب الشرود واتركوا الحقيبة، فهي الزمن والمكان والصور، وعودوا وافتحوا الحقيبة الممتلئة تفاؤلاً وحافزاً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©