عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
مسجد «شيان الكبير»، أكبر مسجد في الصين وأجملها وأكثرها جذباً للزوار من مختلف دول العالم، يتميز بأنه مزيج من العمارة الصينية والإسلامية، بجانب النقوش العربية على الجدران الخارجية التي تدل على أنه صرح لممارسة العبادة الإسلامية.
يعود تاريخ مسجد «شيان الكبير» إلى القرن الثامن قبل أكثر من 1300 سنة، تحت حكم أسرة تانغ 742 ميلادية، في عهد الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، كهدية من الإمبراطور الصيني للتجار المسلمين، لاسيما أن تلك الحقبة كانت مليئة بالسلام والتجارة والتدفق وحرية العقيدة.
جدران المسجد من الخشب الممزوج بالعطور، كُتبت عليها آيات من القران الكريم بشكل يلفت الأنظار، ويتألف من 4 أفنية متتالية تؤدي إلى قاعة الصلاة الرئيسة، يدعمها فناء خامس. كل فناء محاط بحديقة ويحتوي على نصب تذكاري يحتل مساحة 12 ألف متر مربع، بالإضافة إلى مجموعة من المباني الملحقة التي خصِّصت كمكتبات لحفظ المخطوطات وأماكن لحفظ أدوات المسجد وفصول تعليمية ومساكن للطلبة. ويتميز «شيان الكبير» بكثرة الجدران والأقواس والأسقف المصممة على الطراز الصيني والحدائق والأشجار والزهور.
وللمسجد مئذنة ضخمة خلف قاعة الصلاة من 3 طوابق و8 أركان بارتفاع 15 متراً، وتضم قاعة الصلاة 675 شكلاً هندسياً من الزخارف، مطلية بدرجات من اللون الأخضر والأزرق النيلي والذهبي.
تبلغ مساحة القاعة 1300 متر مربع، وتستوعب ما يزيد على 1000 شخص، وتضم عدداً كبيراً من الفوانيس واللوحات الصينية، وآيات من القرآن الكريم باللغتين الصينية والعربية.
تقع بجانب قاعة الصلاة غرفتان لتدريس العلوم الإسلامية، تضم إحداهما نسخة نادرة بخط اليد من القرآن الكريم يعود تاريخها إلى فترة أسرة تشينج (1616م -1911م)، ورسماً ملوناً قديماً لمكة المكرمة.
صنِّف المسجد كموقع تاريخي وثقافي محمي على مستوى مقاطعة شنشي عام 1956، وتمت ترقيته لاحقاً إلى موقع محمي على المستوى الوطني عام 1988. وبجانب كونه مكاناً للعبادة، يستقبل المسجد السياح يومياً، ويتجاوز عدد زواره الملايين سنوياً.
