الثلاثاء 28 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

التمييز بين الأبناء.. كيف نتجنّبه؟

التمييز بين الأبناء.. كيف نتجنّبه؟
19 مايو 2023 01:22

خولة علي (دبي)
الشجار بين الأخوة في الأسرة الواحدة، قد يعود للتربية الخاطئة التي نشأوا وتربوا عليها منذ الصغر، من جراء التمييز في المعاملة من ناحية الرعاية والحب والاهتمام، سواء كان ذلك بجهل أو عن غير قصد أو تعمد من الوالدين، فالنتيجة واحدة من حيث التأثير وما تخلفه من عواقب اجتماعية وأضرار نفسية شديدة على الأبناء والأسرة والمجتمع. وهذه العواقب قد تكون سبباً مباشراً في عقوق الأبناء، فما آثار ذلك السلوك على الأبناء، وما هي الحلول لتجنبها، وما رأي الاجتماعيين والتربويين في هذه القضية؟
يرى الدكتور شافع النيادي خبير في التنمية البشرية والعلاقات الأسرية، أن التمييز بين الأبناء له تداعيات خطيرة، منها فقدان الثقة بأنفسهم. وهناك فكرة خاطئة عند الوالدين وهي اتباع أسلوب المقارنة، في محاولة منهم لتشجيع الآخر على الاقتداء بأخيه وتحفيزه على السلوكيات الجيدة، وهذا الاعتقاد نتائجه تكون سلبية، حيث تؤثر على ذكائه الاجتماعي وعلاقة الصغير بالمحيطين به، ما يؤدي إلى انعزاله وانطوائه على نفسه، وقد تسبب فجوة في علاقة الأخوة ببعضهم البعض أو مع آبائهم، وهذه الحالة نرى آثارها بعد أشهر أو سنوات نتيجة التفرقة التي قد تؤدي إلى تراكمات خطيرة على شخصية الأبناء.

عدالة وتوازن
ويقول النيادي: يجب على الآباء الانتباه لأي موقف تجاه أبنائهم، فأي تفرقة بينهم يكون تأثيرها عالقاً في ذهن الصغير، وتستمر لسنوات متقدمة من عمره، فسرعان ما يسترجع موقفاً ما قام به والداه من ظلم أو تمييز بينه وبين أخوته، وما يصاحب ذلك من عداوة أو كره تجاههم. ويجب على الآباء تحقيق العدالة والتوازن بين أبنائهم والجلوس معهم والإنصات لهم، فربما موقف قام به أحد الوالدين من دون إدراك أو وعي، قد يستطيع تداركه، ناصحاً بضرورة زرع الحب والود والألفة والتعاون فيما بين الأبناء وتنشئتهم على ذلك.

مقارنة قاتلة 
وتؤكد حنان الكربي اختصاصية نفسية، أن التمييز بين الأبناء من الآفات التي قد يقع فيها الآباء في مجتمعاتنا، حيث يشرعون بمدح أحد الأبناء من دون الآخر، وقد يكون ذلك بقصد أو بدون قصد، وفي بعض الأحيان يكون الثناء بنية حسنة، حيث يعتمد بعض الآباء هذه الطريقة لتقويم سلوك أبنائهم، ليصبحوا أفضل، من دون إدراك أن هذه المقارنة قد تُوّلد شعوراً لدى الابن بأنه مهمش وغير مقبول. كما أن للتمييز آثاراً اجتماعية، منها الغيرة بين الأخوة وتنافر القلوب، إضافة إلى شعور الابن بالنقص وعدم الاحتواء، وقد تبقى آثار ذلك حتى الكبر، لذلك على الآباء محاولة العدل بين الأبناء قدر المستطاع، وأن يوازنوا في التعامل بينهم.

تربية متوازنة 
وترى فاطمة الحمادي (ولية أمر)، أن تربية الأبناء تحتاج إلى جهد كبير، ومن أساسيات رعاية الأبناء، توعيتهم بالحقوق والواجبات ليعرفوا ما لهم وما عليهم، مع منحهم الرعاية الشاملة والتربية المتوازنة، وتنشئتهم على الواجبات المطلوبة منهم تجاه الأسرة والمجتمع، لذلك على الأهل عدم التمييز بين الأبناء، وعدم التركيز فقط على الطفل الموهوب وإهمال الآخرين، لأن ذلك ينعكس سلباً على العلاقات الأسرية وتكون نتيجته عكسية، حيث يشعر الأبناء بآثار نفسية وإحساس بعدم الحب. 
وتذكر الحمادي أن ذلك يحدث بصورة غير مقصودة من الأهل، نتيجة لقلة وعيهم وثقافتهم، إضافة إلى عدم جاهزية بعض الأبناء وعدم استجابتهم لقرارات الأهل، ويجب أن يدعم أولياء الأمور جميع أبنائهم وأن يطوروا من قدراتهم ومواهبهم وتمكينهم وصقل شخصياتهم بلا استثناء، بحيث يحصل كل ابن على حقه من الاهتمام والرعاية، ليستقيم روحياً ونفسياً.

آثار سلبية
يشير محمد بوهارون الشامسي مستشار قانوني، إلى أن التمييز بين الأبناء موضوع قديم وكأنه من طباع البشر وميولهم، لذلك جاءت الشريعة الإسلامية محذرة من الآثار السلبية التي تنتج عن هذا التمييز.
ويؤكد الشامسي أن تبرير بعض الآباء لهذا التمييز غير مقبول، فالتمييز منه المحمود ومنه المذموم، أما التمييز المحمود فيعتمد على إعطاء أحد الأبناء بعض الأفضلية في إدارة أموال الأب لمعرفته أو لخبرته أو لعلمه، أو إعطاء آخر لفطانته أو لذكائه أو لتفرغه، وهذا التمييز إذا لم يضبط بالشرع والقانون يصبح مذموماً، ككتابة بعض العقارات لأحد الأبناء وتفضيله على إخوانه في المال أو في المشاعر. ومن الضروري أن يساوي الآباء حتى في القُبل، والأمر هنا يرجع إلى الخبرة في الحياة، لتفادي أي شهور بالغيرة أو العداوة لاحقاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©