الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

اكتشاف حمض قد يكون مفتاحاً لحياة أطول وأكثر صحة

امرأة متقدمة في السن
9 يونيو 2023 00:32

كشفت دراسة أميركية حديثة أن نقص حمض «التورين» (Taurine) محرك للشيخوخة لدى الحيوانات، ما يعني أنه قد يكون مرتبطاً بحياة أطول وأكثر صحة.
ووجدت الدراسة، التي قادها باحثون من ولاية كولومبيا الأميركية وشارك فيها العشرات من الباحثين في مجال الشيخوخة حول العالم، أيضاً أن مكملات التورين يمكن أن تبطئ عملية الشيخوخة لدى الديدان والفئران والقرود، ويمكن أن تطيل العمر الصحي للفئران في منتصف العمر بنسبة تصل إلى 12%.
نشرت الدراسة، الخميس 8 يونيو الجاري، في مجلة Science.
يقول قائد الدراسة فيجاي ياداف البروفيسور المساعد في علم الوراثة والتنمية في كلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا «على مدار الـ 25 عاماً الماضية، كان العلماء يحاولون إيجاد عوامل لا تسمح لنا بالعيش لفترة أطول فحسب، بل تزيد أيضاً من العمر الصحي، وهو الوقت الذي نبقى فيه بصحة جيدة في شيخوختنا».
يضيف ياداف «تشير هذه الدراسة إلى أن التورين يمكن أن يكون إكسير الحياة في داخلنا الذي يساعدنا على العيش حياة أطول وأكثر صحة».
جزيئات مكافحة الشيخوخة في أجسامنا
على مدى العقدين الماضيين، تكثفت الجهود المبذولة لتحديد التدخلات التي تحسن الصحة في سن الشيخوخة حيث بات الناس يعيشون لفترة أطول.
وجدت العديد من الدراسات أن الجزيئات المختلفة التي تنتقل عبر مجرى الدم، مرتبطة بالشيخوخة. لكن العلماء غير متأكدين مما إذا كانت هذه الجزيئات توجه بنشاط عملية الشيخوخة أم أنها مجرد ركاب يسيرون في الرحلة. إذا تأكد أن جزيئاً ما محرك للشيخوخة، فإن استعادة مستوياته الشبابية من شأنها أن تؤخر الشيخوخة وتزيد السنوات التي نقضيها في صحة جيدة.
انصب اهتمام البروفيسور ياداف على التورين، لأول مرة، خلال بحثه السابق في هشاشة العظام الذي كشف عن دور التورين في بناء العظام. في الوقت نفسه تقريباً، وجد باحثون آخرون أن مستويات التورين مرتبطة بوظيفة المناعة والسمنة ووظائف الجهاز العصبي.
يقول ياداف «أدركنا أنه إذا كان التورين ينظم كل هذه العمليات التي تنخفض مع تقدم العمر، فربما تؤثر مستوياته في مجرى الدم على الصحة العامة والعمر الافتراضي».
التورين ينخفض مع تقدم العمر
في البداية، نظر فريق ياداف في مستويات التورين في مجرى الدم لدى الفئران والقرود والبشر. فوجدوا أن وفرة التورين تتناقص، بشكل كبير، مع تقدم العمر. لدى البشر، كانت مستويات التورين لدى الأفراد البالغين من العمر 60 عاماً حوالي ثلث تلك الموجودة في الأطفال في سن الخامسة فقط.
يقول ياداف «من هنا، بدأنا نسأل عما إذا كان نقص التورين هو الدافع وراء عملية الشيخوخة، وقمنا بإجراء تجربة كبيرة على الفئران».
بدأ الباحثون بما يقارب من 250 من الإناث والذكور من الفئران البالغة من العمر 14 شهراً (حوالي 45 عاماً مقارنة بالبشر). كانوا يعطون، في كل يوم، نصف الفئران جرعة من التورين أو محلول تحكم. في نهاية التجربة، وجد ياداف وفريقه أن التورين زاد متوسط العمر الافتراضي بنسبة 12% لدى إناث الفئران و10% لدى الذكور. بالنسبة للفئران، كان هذا يعني ثلاثة إلى أربعة أشهر إضافية، أي ما يعادل حوالي سبع أو ثماني سنوات بالنسبة للبشر.
مكملات التورين في منتصف العمر تحسن الصحة في سن الشيخوخة
لمعرفة كيفية تأثير التورين على الصحة، جلب ياداف باحثين آخرين في الشيخوخة قاموا بالتحقيق في تأثير مكملات التورين على الصحة والعمر في العديد من الأنواع. قاس هؤلاء الخبراء معايير صحية مختلفة لدى الفئران، ووجدوا أنه في سن الثانية (60 عاماً بالنسبة للإنسان)، كانت الحيوانات التي أعطيت مكملات التورين لمدة عام واحد، أكثر صحة من جميع النواحي تقريباً من نظيراتها غير المعالجة.
وجد الباحثون أن التورين يثبط زيادة الوزن المرتبطة بالعمر عند إناث الفئران، وزاد إنفاق الطاقة، وزاد كتلة العظام، وحسّن قدرة العضلات على التحمل والقوة، وقلّل السلوكيات الشبيهة بالاكتئاب والقلق، وقلّل مقاومة الأنسولين، وعزّز نظام المناعة، من بين فوائد أخرى.
يؤكد ياداف «لم نجد فقط أن الحيوانات عاشت لفترة أطول، بل وجدنا أيضاً أنها تعيش حياة أكثر صحة».
كما شوهدت آثار صحية مماثلة لمكملات التورين لدى قرود الريسوس في منتصف العمر، والتي أعطيت مكملات التورين اليومية لمدة ستة أشهر. منع التورين زيادة الوزن، وخفّض نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الصيام وعلامات تلف الكبد، وزاد كثافة العظام في العمود الفقري والساقين، وحسّن صحة أجهزة المناعة لديها.
التجارب السريرية العشوائية اللازمة
لا يعرف الباحثون، حتى الآن، ما إذا كانت مكملات التورين ستحسن الصحة أو تزيد من طول العمر لدى البشر، لكن تجربتين أجروهما تشيران إلى أن التورين لديه إمكانات.
في البداية، نظر ياداف وفريقه في العلاقة بين مستويات التورين وحوالي 50 معياراً صحياً عند مجموعة من 12 ألف بالغ أوروبي تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر. بشكل عام، كان الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من التورين أكثر صحة، مع عدد أقل من حالات مرض السكري من النوع 2، وانخفاض مستويات السمنة، وانخفاض ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض مستويات الالتهاب.
رغم ذلك، يرى ياداف أن «هذه ارتباطات لا تثبت السببية، لكن النتائج تتفق مع احتمال أن يساهم نقص التورين في شيخوخة الإنسان».
اختبرت الدراسة الثانية ما إذا كانت مستويات التورين ستستجيب للتمارين الرياضية المعروفة بدورها في تحسين الصحة. قام الباحثون بقياس مستويات التورين قبل وبعد انتهاء مجموعة متنوعة من الرياضيين الذكور والأفراد المستقرين من تمرين شاق لركوب الدراجات، ووجدوا زيادة كبيرة في التورين بين جميع مجموعات الرياضيين (العدائين وعدائي التحمل وكمال الأجسام الطبيعيين) والأفراد المستقرين.
يقول ياداف «بغض النظر عن الفرد، فقد زادت مستويات التورين لدى الجميع بعد التمرين، ما يشير إلى أن بعض الفوائد الصحية للتمارين الرياضية قد تأتي من زيادة التورين».
رغم كل هذه المؤشرات، تبقى التجربة السريرية العشوائية على البشر الوسيلة الوحيدة التي ستحدد ما إذا كان التورين له فوائد صحية حقاً، يضيف ياداف.
ويؤكد «التورين له بعض المزايا: فهو ينتج بشكل طبيعي في أجسامنا، ويمكن الحصول عليه بشكل طبيعي من النظام الغذائي، وليس له آثار سامة معروفة، ويمكن تعزيزه عن طريق ممارسة الرياضة».
ويضيف «تنخفض وفرة التورين مع تقدم العمر. لذا، فإن استعادة التورين إلى مستوى الشباب في سن الشيخوخة قد تكون استراتيجية واعدة لمكافحة الشيخوخة».

المصدر: الاتحاد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©