الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«تجار المستقبل».. حماة الموروث

أحمد الأحبابي يستعرض عادات وطقوس تحضير القهوة العربية (تصوير: وليد أبو حمزة)
14 نوفمبر 2023 01:37

لكبيرة التونسي (العين)
وسط حضور جماهيري كبير، وضمن أجواء تحاكي ماضي الأجداد العريق، تتواصل فعاليات مهرجان «الحرف والصناعات التقليدية» التاسع، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بمنطقة القطارة في مدينة العين، من خلال خوض تجارب تفاعلية ممتعة للتعرف على ما تركه الأجداد من موروث حضاري، عبر العديد من الورش التعليمية والمعارض الفنية والمسابقات، ويشكل الحدث إطلالة تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ودعوة لشباب الوطن من «تجار المستقبل»، للمشاركة والاحتفاء بالصروح التاريخية وما ترمز إليه من عادات وقيم ومُثل عليا، واستكشاف إرث الأجداد الذي يستند عليه الأحفاد في تطلعاتهم نحو المستقبل.

دعم الموهوبين
يركز الحدث الثقافي والتراثي بشكل كبير على دعم الموهوبين من الشباب، ويتيح الفرص المهنية والإبداعية الجديدة أمامهم، ويزودهم بالأدوات والوسائل اللازمة لتنمية مشاريعهم، والتعريف بها على نطاق واسع، بما يضمن تأسيس حياة مهنية مزدهرة تعنى بالفنون التراثية الأصيلة، حيث إن المهرجان خصص قسماً خاصاً لطلاب الجامعات لدعم مشاريعهم الصغيرة، ضمن معايير محددة، أهمها أن يكون المشروع مستوحى من الصناعات والمهن القديمة، لضمان استمرار واستدامة هذا الموروث العريق، وهؤلاء الطلاب يشاركون بـ 10 مشاريع مختلفة.

احتفاء بالحِرف
إلى جانب الدور الذي يلعبه المهرجان في الاحتفاء بالحِرف والصناع التقليديين، يعمل على تشجيع المبدعين من الشباب ويسمح لهم بالترويج لمنتجاتهم المستوحاة من الموروث الإماراتي الأصيل، ويفسح لهم المجال لعرض أعمالهم أمام الجمهور العريض التي يتوافد يومياً إلى هذا الفضاء المميز، ويتجول في أزقة السوق العابقة بالدخون والبخور، ضمن تجربة شبابية كفيلة بحفظ الموروث ونقله للأجيال القادمة بطريقة عصرية.

منتجات عصرية
وعبّر مجموعة من طلاب الجامعات المتخرجين حديثاً، عن سعادتهم بهذه المشاركة والدعم الذي قدمه لهم المهرجان وسهل لهم الوصول لجمهور كبير، لافتين إلى أنهم يعرضون منتجات عصرية، مستوحاة من زمن الأجداد، كالبهارات والبخور والملابس وأطقم الضيافة والعسل والأدوات الفنية المختلفة، مؤكدين أنهم يسعون للحفاظ على التراث من خلال عرض منتجات تقليدية وعصرية لتعريف الجيل الجديد بها.
وفي هذا الصدد، قالت ريم المصعبي، جامعة الإمارات تخصص إعلام، إنها تعرض مجموعة من الأدوات كالأكواب والأكسسوارات المزينة برسومات يدوية، موضحة أنها استثمرت موهبتها في الرسم وطورتها لتبدأ المشاركة في المعارض والورشات التي لها علاقة بالتراث، وبدورها أكدت آمنة سيف الكعبي، خريجة كلية التقنية العليا بكالوريوس تقنية المعلومات، على أهمية المشاركة في هذا الفضاء الذي سمح لها بالتواصل مع جمهور كبير، لافتة إلى أنها تروج لمشروعها الخاص بالحلويات المستوحاة من المأكولات الإماراتية.

صديقة للبيئة
وأشارت اليازية سيف بكالوريوس موارد بشرية، إلى أنها تعرض شموعاً صديقة للبيئة موضحة أن المشاركة حققت لها تفاعلاً كبيراً، وأخرجت مشروعها من الواقع الافتراضي إلى أرض الواقع، وفي نفس السياق قالت حمدة حمد الظاهري، والتي تعرض مجموعة من «المخاوير»، إن الحدث زرع الثقة في نفسها ومنحها فرصة التواصل مع جمهور متنوع من مختلف الجنسيات، مما يكسبها مهارات جديدة. 
ولفتت سارة الهاجري خريجة كلية التقنية إلى أنها تعرض مجموعة من الهدايا عبارة عن أطقم ضيافة ومجموعة من الرسائل والبطاقات الصديقة للبيئة بمناسبة عام الاستدامة.

عسل الجبال
يزخر مهرجان «الحرف والصناعات التقليدية» بمشاركات متنوعة، منها مشاركة النحال الإماراتي خالد محمد الكعبي، الذي يعمل على جلب العسل من جبال رأس الخيمة ومنطقة حتا والعين وجبل صاع، موضحاً أن عسل الجبال يتميز بالجودة، كون النحل يتغذى على المواد الطبيعية كالسدر والسمر، مؤكداً أن هذه الحرفة تتطلب الكثير من الجهد والصبر والمهارة والمعرفة، لافتاً إلى أن هناك العديد من العناصر التي تضر بخلية النحل، ومنها على سبيل المثال، الإحساس بخطر ما، أو تواجد أكثر من ملكة بداخلها، إلى جانب سوء معاملة النحال ورشها بمواد كيميائية، موضحاً أن من أغلى أنواع العسل في الإمارات هو العسل الجبلي البري.

«القهوة العربية»
أحمد مصلح الأحبابي، مدرب معتمد من هيئة السياحية، أكد أنه يقوم بالتسويق، خلال المهرجان، لبطولة «القهوة العربية» التي ستنظم ضمن مهرجان الحصن في موسمه المقبل،، قال إنه يستعرض عادات وتقاليد القهوة العربية، وقام بتسجيل أكثر من 60 شخصاً حتى الآن أبدوا رغبتهم في المشاركة بالمسابقة، وأضاف «نقدم طقوس إعداد القوة في المهرجان وندرب الجمهور على استخدام الأدوات والتقاليد والعادات الأصيلة لإعداد القهوة، من أجل استدامة الموروث، وهذه البطولة تسعى لصون القهوة العربية باعتبارها عنصراً محورياً ثقافياً في الثقافة الإماراتية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©