الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«سقطرى».. حرف تراثية أصيلة

أوان فخارية تؤكد مهارة الحرفيات
6 ديسمبر 2023 01:15

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تستحوذ الصناعات اليدوية لمختلف المشاركين في «مهرجان الشيخ زايد 2023» في منطقة الوثبة بأبوظبي، الذي تتواصل فعالياته حتى 9 مارس المقبل، على اهتمام الزوار من مختلف الجنسيات، حيث يستعرض الحرفيون مهاراتهم ضمن ورش حية ومفتوحة، للتعريف بمنتجاتهم الطبيعية المتنوعة، من خلال الأجنحة والأقسام التي تحتفي بالصناعة التقليدية والطقوس والعادات والتقاليد التي يصعب حصرها، نظراً لغنى وثراء الموروث الثقافي للدول المشاركة.

حضور جميل
يحرص المهرجان على تقديم مجموعة متميزة من الخيارات الترفيهية وإتاحة المجال للاطلاع على مختلف المنتوجات لعدد من الدول، إذ تزخر الأجنحة بالعديد من الألبسة والأحذية والمأكولات والأكسسوارات والصناعات التراثية وغيرها، وفي هذا الصدد تُسجل حرف محافظة سقطرى حضورها الجميل في المهرجان ضمن جناح «الأسر المواطنة»، التابعة لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وتبرز أعمالها التراثية والفنية والصناعات التقليدية والفنون الإبداعية التي تتميز بها الجزيرة، حيث تقدم الحرفيات في عرض حي نماذج رائعة تعبر عن وفرة وجمال هذه الصناعات.

تاريخ وتراث
وتحظى مشاركة «سقطرى» بأهمية كبيرة، حيث يتوافد الزوار على جناحها، ليتعرفوا على عالمها، وما تمتلكه من تاريخ وتراث وطبيعة وعادات وتقاليد أصيلة، ومقومات سياحية وثقافية وبيئية، وإبراز ما تمتلكه النساء السقطريات من مهارات حرفية، خاصة الغزل ونسيج الصوف وصناعة الفخاريات وسف الخوص وسواها من الصناعات، حفاظاً على الموروث الثقافي والشعبي، ونشر هذه الحرف وحمايتها من الاندثار.

ترويج للمنتجات
وفاء وحيد، منسقة في ركن «جزيرة سقطرى»، ضمن جناح «الأسر المواطنة»، قالت إنها فخورة بهذه المشاركة السنوية التي منحتها فرصة للترويج للمنتجات السقطرية، مشيرة إلى أنها تشارك مع 6 حرفيات يعملن على حرف «السدو، الفخار، الشيلة، وسف الخوص»، إلى جانب فرقة «رومانسية» الشعبية التي تقدم أغان شعبية قديمة تُستخدم حتى اليوم في الأعراس والمناسبات، موضحة أن الجزيرة تزخر بطبيعة خلابة ومنتجات طبيعية متفردة وحرف تقليدية، مشيدة بالدعم الذي يقدمه المهرجان للحرف التراثية التقليدية لمختلف الدول المشاركة من أجل استدامتها.

صناعة الفخار
تعكف الحرفيات على إبراز مهاراتهن في صناعة الفخار التي تزخر بها الجزيرة، حيث أوضحت وفاء وحيد أن هذه الصناعة تمرّ بمراحل عدة، منها إحضار الطين الذي تختلف جودته من منطقة لأخرى، ثم خلطه بالماء، لتأتي مرحلة بناء المجسم المراد تصنيعه، والذي يتم وضعه تحت أشعة الشمس يوماً كاملاً، وفي اليوم التالي وبعد التعديلات يوضع في النار ثم يتم نقشه وتشكيله، ليكون جاهزاً للعرض في السوق بعد يومين، لافتة إلى أن أغلب سكان جزيرة «سقطرى» ما زالوا يطهون الطعام في الأواني الفخارية التي يتم تزيينها بمادة مستخلصة من شجرة «دم الأخوين» أو شجرة «التنين» التي تتميز بلونها الأحمر القاني، وتنفرد بها سقطرى على مستوى العالم، وهذه الشجرة المعمّرة والشبيهة بالمظلات تنتشر على قمم جبال جزر أرخبيل سقطرى اليمني الوعرة، التي تشهد تنوعاً بيولوجياً فريداً من نوعه.

«سف الخوص» و«السدو»
أشارت وفاء وحيد إلى أن الحرفيات يقدمن يومياً عرضاً حياً أمام الزوار، حول صناعة «سف الخوص» التي تحافظ على طابعها القديم في الجزيرة، إضافة إلى «السدو» و«الشيلة فضة» التي كانت تستخدمها النساء قديماً مع الزي السقطري، وتعود تسميتها بهذا الاسم إلى عدد الأحجار الفضية التي تزينها، ويتم ارتداؤها في الأعراس والمناسبات السعيدة، ويستغرق تزيين شيلة العروس بالأحجار اللامعة، من شهر إلى شهر ونصف، بينما تستخدم الفتيات الشيلة الخفيفة، أما منتجات «السدو»، على حد قولها، فهي من صوف الغنم، لصناعة الملابس الصوفية والأغطية والمفارش، نظراً لغنى الجزيرة بالمراعي والمروج الخضراء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©