عدد اليوم
هدى جاسم (بغداد)
أكد العراق، أمس، أن الأعمال أحادية الجانب لن تعزز الأمن ولن تفضي لجهود مشتركة في مواجهة الإرهاب، وأن كل الخيارات مفتوحة أمام العراق في الرد على ما يتعرض له من انتهاكات للسيادة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف: «لقد بدأناها ببيان إدانة، ومذكرة احتجاج، واستدعاء للسفير التركي وكذلك الإيراني، ولا نقف عند هذه الخطوات، بل قد نلجأ إلى حشد الرأي العربي عبر جامعة الدول العربية، وحشد الرأي الإسلامي عبر منظمة التعاون الإسلامي، وقد نصل إلى تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي».
وشدد على أن العراق في سياسته الخارجية رسم عدة مبادئ في بناء علاقاته مع دول الجوار، ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد وعدم انتهاك سيادته، ومراعاة مبادئ حسن الجوار، وعلى الجميع أن يتعامل مع العراق بالمثل. وأضاف: «إذا كان ثمة مهددات أمنية على الحدود المشتركة مع دول الجوار فقد دعونا مراراً، وأكدنا على الجميع أن العراق مستعد للتعاون في تأمين الحدود المشتركة، ورفضنا أي عمل أحادي من شأنه أن يمس السيادة، أو يحدث أضراراً بالممتلكات العامة والخاصة».
ومن جانب آخر، إن بعض الخلايا النائمة للتنظيمات الإرهابية في العراق، حاولت إحداث اختراق للوضع الأمني، والقيام بعمليات إرهابية في ظل أزمة كورونا. وأضاف في حديثه لوكالة «سبوتنيك»، أن القوات الأمنية في العراق كانت على أهبة الاستعداد، وتصدت لها، وأفشلت ما كانت تخطط له هذه الجماعات من استهداف للمدنيين. وتابع بقوله: «لا تزال عمليات تطهير الأراضي العراقية من تواجد عصابات داعش الإرهابية قائمة إلى حين القضاء التام على جميع الإرهابيين، وبسط الأمن في ربوع البلاد».
ومن جانبه، كشف العضو بلجنة الأمن والدفاع النيابية بدر الزيادي، عن مساع تركية لاحتلال محافظات عراقية. وقال الزيادي في بيان إن «تركيا تقوم بعملية احتلال وليس توغلاً داخل الأراضي العراقية»، مبيناً: «لا يوجد أي تنسيق بين الحكومة الاتحادية والإقليم بخصوص الاحتلال التركي لمناطق شمالي العراق». وأضاف أن: «تركيا تسعى لاحتلال بعض المحافظات في الشمال خاصة مع ضعف موقف الحكومة العراقية، وطالبنا بعقد جلسة طارئة لمناقشة الاحتلال التركي من أجل اتخاذ موقف حازم».
وتابع أن «رفض الإقليم دخول أية قوات اتحادية إلى كردستان انعكس سلباً على الواقع الأمني هناك».
وقصف الطيران الحربي التركي، أمس، موقعاً يُعتقد أنه تابع لحزب العمال الكردستاني شمالي محافظة دهوك. وقال سامي أوشانا مدير ناحية ديرلوك شرق قضاء العمادية، إن «الطائرات التركية قصفت بصاروخين قريتي (صاركى وبيرا شيفا) شمال الناحية». وأوضح، أنه «من الصعب معرفة الخسائر كون المنطقة معزولة منذ عقود».
وكشف أوشانا أن: «72 قرية من أصل 84 تُركت من قبل سكانها منذ بداية الصراع المسلح بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة الدائر منذ سنوات».
يشار إلى أن قرى حدودية في إقليم كردستان تتعرض لقصف جوي ومدفعي من قبل القوات التركية بذريعة تواجد حزب العمال الكوردستاني، ينتج عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة. كما أيضاً أقدمت القوات الإيرانية على فتح النيران صوب قطيع من الأغنام والماعز في حدود قضاء بشدر التابع لمحافظة السليمانية مما تسبب بنفوق عدد منها.
وتداول ناشطون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت نفوق وإصابة عدد من الأغنام والماعز ضمن مرتفعات جبل قنديل قالوا إنها «جراء إطلاق النيران عليها من القوات الإيرانية يوم الأربعاء». وكانت مصادر محلية قد أكدت، أن قوات حرس الحدود العراقي انتشرت في منطقة بإقليم كردستان على حدود تركيا، كانت قد تعرضت مؤخراً لاعتداء بالقصف من جانب أنقرة. وقالت المصادر إن «لواء حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية العراقية نشر مجموعة من قواته شمالي ناحية باتيفا على حدود تركيا».
وأضافت أن قوات حرس الحدود أقامت ثلاث نقاط عسكرية في المرتفعات الجبلية شمالي الناحية، مبينة أن مهمة هذه القوات ستتركز على حماية القرى الحدودية ومواطنيها. ودعا رئيس مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة كريستوف هيوسكن، العراق وتركيا إلى حل مشاكلهما سياسياً وليس عسكرياً. وقال هيوسكن في تصريح صحفي: «إننا ننظر بقلق نحو الحدود العراقية التركية وما يجري فيها»، مبيناً أنه «لا توجد أية معلومات حول ما إذا كان العراق قد طالب باجتماع خاص بتلك العملية العسكرية التركية على أراضيه». وأكد هيوسكن أنه «يجب أن تقوم تركيا والعراق بحل مشكلاتهما بشكلٍ سياسي».
