عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
في الوقت الذي فجر فيه مقتل الإرهابي أيمن الظواهري زعيم «القاعدة»، كثيراً من التكهنات بشأن هوية من سيخلفه على رأس هذا التنظيم الإرهابي، حذر خبراء أمنيون واستخباراتيون غربيون، من أن ذلك الشخص أياً كان سيلجأ على الأرجح، لاتباع أساليب أكثر عنفاً وقسوة، من أجل اجتذاب الجيل الجديد من المتطرفين في العالم. وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن يكون خليفة الظواهري «أكثر وحشية» من سلفه الذي اغتيل يوم الأحد الماضي، إثر غارة شنتها طائرة أميركية مُسيّرة على مبنى كان يختبئ فيه في العاصمة الأفغانية كابول.
ومنذ منتصف العقد الماضي، أصبح تنظيم «داعش» الإرهابي، المنافس الأبرز لـ«القاعدة»، على صعيد عمليات تجنيد المتطرفين ودفعهم للانضواء تحت لوائه، وتنفيذ الهجمات الدموية لحسابه، وهو ما سيوجب على من سيخلف الظواهري، وفقاً للخبراء، أن يتبنى «تكتيكات أكثر عدوانية وعنفاً»، لإقناع الإرهابيين المحتملين بالانضمام لتنظيمه.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لشبكة «فوكس» التلفزيونية الإخبارية، أكد بريت فليكوفيتش، العنصر السابق في القوات الخاصة الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي آيه»، أن الجيل الأصغر والأكثر تشدداً من المتطرفين، يعتبر «القاعدة» تنظيماً تقليدياً وأقل عنفاً، وينتمي إلى زمن ماضٍ، مقارنة بالتنظيمات الأخرى الأكثر وحشية ودموية مثل «داعش».
وأشار فليكوفيتش، وهو خبير في عمليات مكافحة الإرهاب باستخدام الطائرات المُسيرة، إلى أن هذه الحقيقة، ستدفع من سيقود «القاعدة» في المرحلة المقبلة، إلى الإمعان في سفك الدماء، من أجل مواجهة هذه المنافسة، وتحقيق مكاسب في الحرب الدعائية المتواصلة منذ أعوام، بين هذين التنظيمين الإرهابيين، والتي كان «داعش» أكثر فاعلية فيها في أغلب الأوقات خلال السنوات القليلة الماضية. لكن عنصر الاستخبارات الأميركية السابق شدد في الوقت نفسه، على أن نجاح الولايات المتحدة في القضاء على الظواهري بعد أكثر من عقدين من مطاردته، سيكون له أصداء واسعة النطاق في أوساط «القاعدة»، باعتبار أن ذلك يؤكد لإرهابيي التنظيم، أنه لن يكون بوسعهم الإفلات من العقاب على ما يرتكبونه من جرائم واعتداءات وحشية، مهما طال أمد اختبائهم وتواريهم عن الأنظار. وتزامنت تصريحات الخبير الأميركي، مع مؤشرات رصدها خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية، تفيد بإمكانية أن يصبح الإرهابي محمد صلاح الدين زيدان، رئيس ما يُعرف باللجنة العسكرية لـ«القاعدة» وعضو مجلس شورى هذا التنظيم، الزعيم المقبل له، في ضوء أنه كان يشكل أبرز المرشحين لخلافة الظواهري حتى قبل مقتل الأخير. وبحسب تقرير نشرته صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية، لا يُعرف الكثير عن هذا القيادي الإرهابي المُكنى بـ«سيف العدل» والبالغ من العمر 60 عاماً، باستثناء أنه كان من بين مؤسسي «القاعدة»، وشارك في التخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر.
