الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان: مستعد للقاء الأسد لأجل السلام في المنطقة

أردوغان متحدثاً خلال اجتماع للحزب الحاكم في أنقرة (رويترز)
6 يناير 2023 02:06

شعبان بلال (دمشق، القاهرة)

توقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن يجتمع مع نظيره السوري بشار الأسد في إطار جهود من أجل السلام، وذلك بعد أعلى المحادثات المعلنة مستوى بين أنقرة وحكومة دمشق منذ بدء الأزمة السورية في 2011.
وأضاف أردوغان خلال كلمة في أنقرة، أنه من المقرر عقد اجتماع ثلاثي يضم وزراء خارجية كل من تركيا وروسيا وسوريا، لأول مرة من أجل المزيد من تعزيز التواصل بعد محادثات بين وزراء الدفاع الأسبوع الماضي.
ودعا الرئيس التركي في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الحكومة السورية إلى أن تتخذ بعض الخطوات من أجل الحصول على نتيجة ملموسة بشأن الملف السوري.
ولفت إلى ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتطهير المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية، ولا سيما تل رفعت ومنبج، من وحدات حماية الشعب الكردية الذي تعتبره أنقرة «تنظيماً إرهابياً».
وتأتي التصريحات التركية بعد ساعات من لقاء جمع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف مع السفير السوري في موسكو بشار الجعفري.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن بيان للخارجية الروسية أنه «تم خلال اللقاء مناقشة مسهبة لمجمل الأوضاع في سوريا ومحيطها، بما يتوافق مع مبادئ وحدة سوريا وسلامة أراضيها وسيادتها».
وأكد خبراء ومحللون سياسيون، أهمية الإسراع في الحل السياسي والحوار الدبلوماسي لحل الأزمة في سوريا وفقاً لمسار جنيف، مشددين على أن عدم إيجاد حلول واضحة سيكون فرصة لانتشار الإرهاب والتطرف وعدم استقرار المنطقة واستمرار معاناة الشعب السوري.
وقال خبير العلاقات الدولية المصري الدكتور أيمن سمير، إنه يحسب لدولة الإمارات الشجاعة والشفافية في التعامل مع الملف السوري، مشيراً إلى أن الإمارات كانت أولى الدول التي دعت منذ اندلاع الأزمة في عام 2011 للحل السياسي والدبلوماسي بعيداً عن لغة البندقية والرصاص.
وأضاف سمير في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات كان لها الريادة والشجاعة في القيام بخطوات مهمة منها زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مرتين إلى سوريا، وكذلك استقبال دولة الإمارات الرئيس بشار الأسد، موضحاً أن ذلك تأكيد على الموقف الإماراتي القائم على الحلول السياسية والسلمية وجمع أطراف الصراع على طاولة المفاوضات.
وعلى المستوى الدولي، أشار الدكتور أيمن سمير إلى تراجع القضية السورية بشكل كبير للغاية، لافتاً إلى أن فكرة طرح مبادرات جديدة وفق مسار جنيف أو مسارات أخرى كلها مجمدة في الوقت الحالي لأن المعارضة والمجموعات المسلحة ترفع معادلة صفرية عبر رغبتها في الحصول على السلطة بالكامل ولا تريد أي نوع من المواءمة السياسية والحلول الوسط، مشيراً إلى أن الزمن سابق هذه المجموعات وتجاوزها بكثير.
وأوضح خبير العلاقات الدولية أن ما يغير المعادلة هو التقارب السوري التركي مع عودة الدولة السورية كدولة قوية تستطيع فرض سيادتها وسيطرتها على مناطق كثيرة، مضيفاً أنه في ظل الحراك العربي تجاه روسيا والتقارب السوري التركي وانشغال العالم بقضايا أخرى قد تتوفر فرصة لم تكن موجودة خلال 12 سنة ماضية للحل السياسي.
بدوره، أشار فراس الخالدي، المحلل السياسي السوري وعضو لجنة «حوار القاهرة» ومباحثات جنيف، إلى أن الحل في سوريا لا يمكن أن يمرّ إلا عبر مسار جنيف من خلال القرار الأممي 2254 وسينهي كل المسارات الجانبية الأخرى، مضيفاً أن ذلك سيعيد للشرعية الدولية اعتبارها وينهي أي محاولة لأي «قوة مارقة» للعبث بهذه الشرعية، معتبراً أن هذا مطلب معظم دول وشعوب العالم بلا أدنى شك.
وأضاف الخالدي في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه منذ سنوات طويلة يتم تحذير جميع الدول والقوى الفاعلة في الملف السوري من مغبّة تجاهل مخاطر الاستمرار في إدارة الأزمة السورية بدلاً من إيجاد حل جذري لها في أسرع وقت ممكن ما فتح أبواب سوريا أمام كل العابثين الطامحين بلعب دور على الساحة الدولية أو تضخيم أدوار أصحاب التجارب الضحلة في السابق.
وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن عدم وجود حل سياسي عربي وانعزال سوريا واستقطابها من أطراف أخرى ترتب عليه تعاظم نفوذ الفصائل المتطرفة كـ«جبهة النصرة» التي تسيطر على شمال غرب سوريا، بخلاف وجود ميليشيات أخرى في تلك المنطقة وتحولها لملاذات آمنة لقيادات «داعش» وعناصرها الهاربة من ضربات التحالف الدولي.
وأكد أن الفوضى المفتعلة أدت لتجميد مسار جنيف الدولي والعبث بالقرار الأممي 2254 وأصبحت سوريا ساحةّ رئيسة لتصفية الصراعات الدولية ومستودعاً للرسائل المتبادلة بين القوى المتناحرة، وهو ما يهدد بالوصول لمرحلة استحالة إيجاد حل قريب مع اتساع رقعة الصراع حول العالم.
وشدد الخالدي على أن إيجاد حل سياسي حقيقي في سوريا سيفرض على مختلف الأطراف الفاعلة في سوريا معادلة جديدة بحكم عجزهم عن تمويل إعادة إعمار سوريا وعودة ملايين المهجرين، مضيفاً أن الدول العربية وأميركا وأوروبا سيكون لديها القدرة على العودة بقوة للملف السوري بما يضمن عودة التوازن في المنطقة عبر سوريا، وسيؤسس ذلك لمرحلة جديد مهمة يمكن تعميم نتائجها على أزمات أخرى يواجهها العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©