الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مرحلة جديدة لتطهير تونس من التطرف

عنصر أمن يقف في حراسة مبنى البرلمان التونسي (أرشيفية)
15 فبراير 2023 02:58

شعبان بلال (تونس، القاهرة)

شهدت تونس سلسلة توقيفات على مدار الأيام الماضية طالت وزراء سابقين وسياسيين ورجال أعمال بتهمة «التآمر على أمن الدولة»، وصفها مراقبون بأنها بداية سقوط قادة جماعة «الإخوان» الإرهابية وتطهير البلاد من الفساد إثر مخطط انقلابي كامل.
وكوّن الموقوفون، بتعليمات من زعيم حركة «النهضة» الإخوانية راشد الغنوشي، مجموعة لزعزعة الأمن وإظهار الفوضى بالبلاد من أجل التخطيط لتحريك الشارع بذريعة رفع الأسعار ونقص المواد الغذائية.
وتوسعت التحقيقات الأمنية لتشمل شخصيات سياسية أخرى من ضمنها رئيس حكومة سابق، على أن يتم خلال الفترة المقبلة إيقاف شخصيات كانت نافذة في المشهد السياسي التونسي.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن حركة «النهضة» فشلت في محاولات حشد الشارع ضد الرئيس قيس سعيد، مشددين على أنها خلال «عشريتها السوداء» كانت السبب وراء الأوضاع الحالية من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية.
وأكد رئيس «منتدى تونس الحرة» حازم القصوري أن «النهضة» فشلت في حشد الشارع للخروج بعد كل ما أفسدوه في «العشرية السوداء» بالحياة السياسية والاقتصادية وتخريب المؤسسات وابتداع أجهزة موازية للدولة.
وأشار إلى إن الحركة خسرت أيضاً مناصريها، خاصة بعد أن عجزت عن حصولهم على التعويضات المزعومة والأموال التي كانت تضخ للتعبئة وحشد الجماهير لتنفيذ أجنداتها الخلفية.
وقال القصوري، في تصريح لـ«الاتحاد»: إن «الإخوان» عملوا عبر تاريخهم وفي كل مكان حلوا فيه على تنفيذ أجندة تخريبية، وتطورت الجماعة وترعرعت عبر الدسائس والمؤامرات التي تحيكها في الغرف المظلمة باستعمال الشائعات والكذب والخداع لتنفيذ مخططات تخريبية مستغلين في ذلك «التجارة بالدين وحقوق الإنسان» للوصول إلى أهدافهم.
وشدد رئيس «منتدى تونس الحرة» على أن «الإخوان» هدفهم السلطة مهما كان الثمن وهو ما ظهر من خلال «العشرية السوداء» التي شهدت النهب وعمليات إرهابية مثل ملف الاغتيالات لتصفية الخصوم السياسيين، لافتاً إلى ما جرى باغتيال «شكري بلعيد والبراهمي» وغيرهما من الذين واجهوا الألاعيب «الإخوانية».
ولفت القصوري إلى أن حركة «النهضة» كانت تخطط للاعتصام إلا أنها فشلت بعد أن خسرت الحاضنة الشعبية والحكم.
وفشلت حركة «النهضة» مؤخراً في حشد الشارع التونسي بحجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في محاولة منها للعودة إلى سدة الحكم من جديد لكنها لم تستطع تحقيق ذلك بعد أن لفظها الشعب.
ويجزم المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي بأنه لا يمكن بحال من الأحوال انتظار مشروع إصلاح من «الإخوان» خاصة بعدما تسببوا فيه من أزمات اقتصادية واجتماعية خلال «سنوات حكمهم العجاف»، معتبراً أن ما قامت به «النهضة» مجرد محاولة لإرباك الوضع العام.
ولفت الجليدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الحركة تعمل على حشد الشارع التونسي دون نتيجة بهدف قلب نظام الحكم لكن لا أحد يستمع لهم، وهي حركة لا تؤمن إلا بالفساد ولا تعترف بالتاريخ والجغرافيا والحريات.
واعتبر خبراء أن دعوات «النهضة» للتظاهر والاحتجاج محاولة للتغطية على ما تواجهه من إجراءات قضائية تشير إلى تورطها في ملفات فساد وإرهاب وتلقي تمويلات خارجية واختراق القضاء، منذ الإعلان عن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©