عدد اليوم
بكين (الاتحاد)
أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقوف بكين الدائم في صف السلام، وحضّه على اعتماد التفاوض سبيلاً لحل النزاع، وذلك في اتصال بينهما أمس، هو الأول منذ بدء الهجوم الروسي الروسي على أوكرانيا مطلع العام الماضي.
والتزمت الصين موقفاً محايداً في الأزمة الأوكرانية منذ اندلاعها في فبراير 2022، وخلال زيارة إلى روسيا في مارس الماضي، شدد شي على أن الصين تدعم تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا.
وأبلغ شي زيلينسكي، أمس، أنه «فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، لطالما وقفت الصين إلى جانب السلام وموقفها الأساسي هو تعزيز محادثات السلام»، وفق قناة «سي سي تي في» الصينية الرسمية.
واعتبر شي جين بينغ أن «الحوار والتفاوض» هما «المخرج الوحيد» للنزاع الذي دخل عامه الثاني، مشدداً على أن بلاده لا تبحث عن تحقيق مكاسب في هذه الأزمة، التي تعدّ من الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من جهته، دعا زيلينسكي إلى «دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية».
ورحبت واشنطن بالاتصال بين الرئيسين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: «نرحب بالأنباء عن اتصال بين الرئيسين شي وزيلينسكي، ونعتقد أن هذا الأمر جيد».
وأضاف: «لا أعتقد أننا نعرف حتى الآن ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى نوع من تحرك سلام ذي مغزى أو خطة أو مقترح».
ورحب الاتحاد الأوروبي، في بيان، بمحادثات شي وزيلينسكي وبـ«فتح قنوات الاتصال» بين البلدين.
كذلك أعربت فرنسا عن ترحيبها بالاتصال.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية، طلب عدم ذكر اسمه، إن باريس «تشجّع كل حوار» يمكن أن «يساهم في حل النزاع»، بشرط أن يكون «متماشياً مع المصالح الأساسية لكييف» والقانون الدولي.
وفي أعقاب الاتصال الصيني الأوكراني العالي المستوى، اتهمت موسكو كييف بـ«تقويض مبادرات السلام» ورفض الحوار.
ولم تكشف تفاصيل كثيرة عن مضمون الاتصال، لكن زيلينسكي أكد أنه أجرى «محادثة هاتفية طويلة ومهمة مع الرئيس الصيني»، مشيراً إلى أنه دعا إلى «دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية» بين كييف وبكين.
وأكد المتحدث باسم زيلينسكي سيرغي نيكيفوروف أن الرئيسين أجريا «محادثة هاتفية استمرت لساعة تقريباً». وأوضحت الخارجية الصينية أن الاتصال جرى بمبادرة من أوكرانيا، وهو الأول بين الرئيسين منذ يوليو 2021.
وبعد الاتصال، أعلن زيلينسكي تعيين وزير سابق سفيراً لدى الصين، بحسب مرسوم صادر عن الرئاسة، وكان هذا المنصب شاغراً منذ فبراير 2021.
وكتب على «تويتر»: «اعتبر أن هذا الاتصال بالإضافة إلى تعيين سفير أوكرانيا لدى الصين، سيعطي دفعة لتطوير علاقاتنا الثنائية». وأكد مسؤول في الرئاسة صحة التغريدات عبر حساب زيلينسكي.
وأعلنت الصين أيضاً أنها سترسل «ممثلاً خاصاً عن الحكومة الصينية، مسؤولاً عن الشؤون الأوروبية الآسيوية، إلى أوكرانيا ودول أخرى لإجراء محادثات معمقة مع جميع الأطراف من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية».
وطرحت الصين في فبراير خطة من 12 بنداً لحل النزاع في أوكرانيا، أكدت احترام سيادة كل بلد، لكنها امتنعت عن توجيه أي انتقاد لموسكو.
وفي الوثيقة، قالت الخارجية الصينية إنّ «على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتّجاه نفسه، واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن».
كذلك، دعت الوثيقة البلدين إلى تجنب أيّ هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية.
موسكو وكييف تتبادلان 84 أسيراً
أعلنت وزارة الدفاع الروسية إعادة 40 جندياً روسيا، أمس، من الأراضي التي تسيطر عليها السلطات الأوكرانية، عن طريق المفاوضات.
وقالت الدفاع الروسية، في بيان: «نتيجة لعملية التفاوض، أعيد في 26 أبريل، 40 جندياً روسياً من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف، كانوا يواجهون خطراً مميتاً في الأسر».
وأضاف البيان أن طائرات نقل جوي روسية ستقل الجنود المفرج عنهم إلى موسكو لتلقي العلاج وإعادة التأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع. وأكدت الوزارة، في بيان، أن «جميع المحررين يتلقون المساعدة الطبية والنفسية اللازمة». من جهتها، أعلنت أوكرانيا، أمس، استعادة 44 أسيراً كانوا لدى الجانب الروسي.
وبحسب مصادر إعلامية، جرت أحدث عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا في 10 أبريل، وأعلنت الدفاع الروسية الإفراج عن 106 من جنودها فيها.
