عدد اليوم
دينا محمود (مقديشو، لندن)
بالتزامن مع مؤتمر تستضيفه مدينة نيويورك في الـ 24 من الشهر الجاري، للجهات المانحة لمنطقة القرن الأفريقي، تكثف الوكالات الإغاثية والمنظمات الإنسانية، مطالباتها للمجتمع الدولي، ببلورة نهج أكثر فعالية وشمولاً، للتعامل مع الأزمات التي تضرب دول هذه المنطقة، خاصة الصومال.
فسكان هذا البلد، لا يزالون يدفعون ثمناً فادحاً، لتفاقم ظاهرة «التغير المُناخي» وتبعاتها المتمثلة في وقوع أحداث جوية متطرفة كالفيضانات وموجات الجفاف شديدة الوطأة وتسارع وتيرتها، رغم أن وطنهم لا يسهم في إحداث هذه الظاهرة، سوى بنسبة محدودة بشدة، مقارنة بالدول الصناعية الكبرى.
ويحذر خبراء من أن هذه التقلبات الجوية، لعبت الدور الأكبر في أن يعاني الصومال أزمة غذائية هي الأسوأ من نوعها، منذ 40 عاماً على الأقل، وذلك على ضوء ما شهدته أراضيه، على مدار السنوات القليلة الماضية، من شُحٍ للأمطار لـ 5 مواسم متتالية، وتراجع حاد للإنتاج الزراعي بالتبعية، وكذلك التعرض لغارات من أسراب الجراد الصحراوي.
ولم يحل الجفاف الراهن دون أن تضرب الصومال مؤخراً فيضانات، وُصِفَت بأنها الأكثر خطورة منذ نحو 30 عاماً، أدت إلى غمر الأراضي الزراعية، وإهلاك قطعان المواشي، وتشريد نحو 219 ألف شخص، في ظل تحذيرات أممية، من أن عدد المنكوبين منها، قد يصل إلى 1.6 مليون شخص، ربما ينزح ما يفوق 600 ألفاً منهم، من مدنهم وبلداتهم.
وقادت كل هذه العوامل مجتمعة إلى أن يبقى الجوع، على قائمة أبرز المخاطر التي تُحدق بحياة الصوماليين، لا سيما أن عدد من يعانونه من بينهم، بات يشارف 6.7 مليون شخص، إثر الانخفاض الشديد في حجم محاصيل الحبوب في الفترة الماضية، بنسبة تصل إلى 75 % بالتوازي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ونفوق أكثر من 4 ملايين من رؤوس الماشية. وأجبر تدهور الأوضاع المعيشية أكثر من 3.6 مليون صومالي على النزوح من ديارهم منذ عام 2021، وفقاً لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وسط بيانات تشير إلى أن الجفاف وحده، أدى إلى وفاة ما يزيد على 43 ألف شخص، خلال العام الماضي، نصفهم من الأطفال تحت سن الخامسة.
بجانب هؤلاء، يعاني ما يقرب من 1.8 مليون طفل صومالي من سوء التغذية، بينما يواجه ملايين آخرون خطر الجوع بمستويات مختلفة، وذلك في ظل انتقادات لاذعة، لما يُوصف ببطء استجابة المجتمع الدولي، للأزمة الإنسانية المتفاقمة، في هذه الدولة الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي.
قتلى وجرحى بهجمات إرهابية في الصومال
شنت حركة «الشباب» الإرهابية، أمس، عدة هجمات استهدفت خلالها مواقع عسكرية للجيش والأمن والقوات الأفريقية في محافظات مقديشو وشبيلى السفلى وباي. واستهدف تفجير إرهابي قوة أمنية في منطقة «عيلشا بيها» في ضواحي مقديشو، أسفر عن مقتل 4 عسكريين وإصابة 3 آخرين. وفي حي «ياخشيد» بمقديشو أيضاً، فجر الإرهابيون نقطة تفتيش أمنية، في حادث لم يعرف بعد الخسائر الناجمة عنه.
وفي مدينة «أفجوي» بمحافظة شبيلى السفلى جنوب البلاد، أسفر تفجير استهدف دورية أمنية عن مقتل رجل أمن وإصابة آخر. وفي هجوم آخر، شن مسلحون من حركة «الشباب» الإرهابية هجوماً على قاعدة للجيش الصومالي في مديرية «جنالي» بمحافظة شبيلى السفلى. وفي محافظة باي بولاية جنوب غرب الصومال، شن مسلحو «الشباب» هجوماً على قاعدة لقوات حفظ السلام الأفريقية «أتميس» في مديرية «دينسور».
