ماكس بوت* ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ الحكومة ليست دائماً هي الحل، ولكنها أيضاً ليست دائماً هي المشكلة -وعدم الثقة بالسلطة يعيق قدرتنا على معالجة أصعب مشاكلنا. ـ ـ ـ ـ ماكس بوت* ـ. ـ ـ ـ ـ بلغت سن الرشد في الثمانينيات من القرن الماضي كـ«جمهوري» من عهد ريجان لا يثق في «الحكومة الكبيرة». لكن في 2016، تركت الحزب «الجمهوري»، لكن السلوك غير الكفؤ للرئيس السابق دونالد ترامب زاد من شكوكي في الحكومة. لماذا يجب أن أثق في واشنطن عندما أساء الرئيس السابق استخدام سلطته بشكل سيئ لدرجة أنه تم عزله مرتين؟ لكنني لست الوحيد المتشكك. فقد وجد مركز «بيو» للأبحاث أن نسبة الأميركيين الذين يثقون في الحكومة الفيدرالية للقيام بما هو صواب انخفضت من 73% خلال إدارة أيزنهاور إلى 24% فقط اليوم. وكان وزير النقل «بيت بوتيجيج» محقاً عندما قال: «أعتقد أن قدراً كبيراً من عدم الثقة في بلدنا الآن هو نتيجة لفشل السياسة». فقد شهد الأميركيون عقوداً من الأخطاء الحكومية: ووترجيت، حرب فيتنام، 11 سبتمبر، الحروب في العراق وأفغانستان، إعصار كاترينا، انهيار عام 2008، جائحة 2020 والركود الاقتصادي، أخطاء مصحوبة بإخفاقات الحكومة في معالجة المشاكل العميقة الجذور وطويلة الأجل مثل الاحتباس الحراري وعنف السلاح والظلم العنصري وعدم المساواة في الدخل. وقد تفاقم رد الفعل الناجم عن تلك الإخفاقات بسبب الأيديولوجية المتطرفة المعادية للحكومة التي ينشرها «الجمهوريون»، حتى إن ترامب شن حرباً على الخدمة المدنية تحت ستار محاربة «دولة عميقة»أسطورية. علاوة على ذلك، فإن انتهاكاته، بدورها، جعلت العديد من الليبراليين – وهم عادة ما يكونون أقوى دائرة انتخابية-حذرين من القوة المفرطة للحكومة الفيدرالية. تظهر جائحة «كوفيد -19» إلى أين يمكن أن يؤدي هذا الشعور بعدم الثقة -ولكن أيضاً هناك مساراً محتملاً للعودة. لماذا يوجد في الولايات المتحدة أكثر حالات الوفاة المؤكدة لـ«كوفيد-19» -ما لا يقل عن 596000 -على الرغم من أن لدينا النظام الطبي الأكثر تطوراً في العالم؟ الإجابة بسيطة: لأن الكثير من الأميركيين لا يثقون في إرشادات الصحة العامة لارتداء الأقنعة والالتزام بالتباعد الجسدي. والآن، لا يثق الكثير من الناس في إرشادات الصحة العامة بشأن التطعيم، على الرغم من أن القيام بذلك سيسمح لهم بخلع أقنعتهم والتخلي بأمان عن الالتزام بالتباعد الجسدي. في حين أن 51.6% من الأميركيين قد تلقوا بالفعل جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، قال 32% إنهم إما لا يريدون تلقي التطعيم أو يتخذون موقف الانتظار والترقب. وبطبيعة الحال، فإن معدلات التطعيم هي الأعلى في الولايات الزرقاء مثل فيرمونت وماساتشوستس، حيث تزداد الثقة في الحكومة. وجميع الولايات التسعة عشر ذات النسب المئوية الأسوأ للتطعيم لديها حكام جمهوريون. هذا التردد بشأن اللقاح يجعل من الصعب تحقيق هدف الرئيس جو بايدن المتمثل في تلقيح 70% من الجمهور جزئياً على الأقل بحلول عيد الاستقلال في 4 يوليو2021. وهذا بدوره يجعل من الصعب تحقيق مناعة القطيع ويزيد من احتمالية أن نشهد تفشي مرض «كوفيد -19» في المستقبل - بما في ذلك الاحتمال المقلق لمتغيرات الفيروس التي قد تقاوم اللقاحات الحالية. هذا التحيز الذي يتميز بضيق الأفق المضاد للقاح - الذي ينشره اليسار واليمين المتطرف - محبط للغاية، لأنه إذا كان هناك أي شيء يجب أن يعيد الثقة في الحكومة، فهو التطوير السريع ونشر لقاحات فعالة بشكل مذهل. هذه قصة نجاح للحزبين. كان طرح هذه اللقاحات نتيجة شراكة بين القطاعين الفيدرالي والخاص بدأها ترامب: عملية «السرعة الهائلة» (راب سبيد). ويرجع انتشارها السريع إلى الشراكة الفيدرالية الحكومية التي يعززها بايدن، حيث تم تطعيم 16.5 مليون أميركي فقط جزئياً أو كلياً عندما تولى بايدن منصبه. والآن، بعد 139 يوماً، وصل العدد إلى 171.3 مليون ومازالت عملية التطعيم مستمرة. لقد تلقيت اللقاح وكذلك جميع أفراد عائلتي. لم يكن الحصول على الجرعات أمراً سهلاً في البداية؛ كان ذلك يعني البحث في مواقع متعددة ومربكة على الإنترنت. ولكن بمجرد أن تمكنا من تحديد المواعيد، سار كل شيء بكفاءة مذهلة. تلقينا جرعات فايزر الخاصة بنا في مركز «جاكوب كي جافيتس» للمؤتمرات في مانهاتن، حيث كانت مجموعة من المدنيين وقوات الحرس الوطني تقوم بتلقيح 10000 شخص يومياً. بحلول الوقت الذي وصلنا فيه، كانت العملية تجري بسلاسة لدرجة أن تلقي الجرعة لم يستغرق سوى ساعة واحدة من وقت ذهابنا وحتى عودتنا إلى المنزل. الآن أصبحنا قادرين على العودة إلى حياتنا القديمة، تناول الطعام في المطاعم، وحضور حفلات العشاء مع الأصدقاء، والتمرن في صالة الألعاب الرياضية، وحتى مشاهدة فيلم في دور السينما. عادت مدينة نيويورك، مدينة الأشباح الافتراضية في ذروة الوباء المميت، إلى الحياة. لم يكن هذا ليحدث لولا الحكومة المظلومة. في الواقع، قد يكون إطلاق حملة التطعيم هو أكثر قصة نجاح حكومية دراماتيكية في حياتي. ولا ينافسها سوى أحداث مثل، الهبوط على سطح القمر، وحرب الخليج، ونهاية الحرب الباردة. لقد أعادت التعبئة الهائلة لدحر «كوفيد -19» بعض إيماني بقدرة الحكومة على حل المشكلات. آمل أن تفعل الشيء نفسه بالنسبة للأميركيين الآخرين. إن الحكومة ليست دائماً هي الحل، ولكنها أيضاً ليست دائماً هي المشكلة، وعدم الثقة المتآكل بالسلطة يعيق فقط قدرتنا على معالجة أصعب مشاكلنا. الآن تحتاج إدارة بايدن إلى التركيز على تلقيح المزيد من الناس حول العالم لوقف فقدان العالم للثقة في الولايات المتحدة. *زميل بارز في مجلس «العلاقات الخارجية» الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»