ذكرت وكالة البيئة في الحكومة البريطانية أن إنجلترا ستعاني فيضانات مدمرة مثل تلك التي أغرقت أجزاء من ألمانيا صيف العام الجاري، إذا تقاعست البلاد عن حماية نفسها ضد تقلبات أشد قسوة بسبب تغير المناخ.

وحذرت إيما هاورد بويد، رئيس الوكالة، في تصريح صاحب تقريراً جديداً عن تغير المناخ يحمل عنوان «التكيف أو الموت».وحذر التقرير من ارتفاع مستويات البحر، وزيادة فيضانات الأنهار وضغوط كبيرة على إمدادات المياه العامة في إنجلترا في غمرة تصاعد درجات الحرارة العالمية الناتجة عن تغير المناخ.

وحث التقرير الحكومة والأنشطة الاقتصادية والمجتمع الأوسع على اتباع استراتيجيات التكيف وتخفيف حدة تغير المناخ بدلا من «العيش بكلفة عدم التحرك». وذكرت بويد أن «نحو 200 شخص لقوا حتفهم في فيضانات هذا الصيف في ألمانيا. وهذا سيحدث في هذه البلاد آجلاً أو عاجلاً.

ما لم نحول الأماكن التي نعيش ونعمل فيها ونسافر عبرها قادرة على الصمود أمام تأثيرات المناخ الأكثر عنفاً التي تأتي بها طوارئ المناخ». الوكالة توقعت أنه في ظل ارتفاع الحرارة درجتين مئويتين، قياساً على مستويات ما قبل عصر الصناعة، يتوقع أن تتقلص أمطار الصيف، بينما يتوقع تزايد أمطار الشتاء في العقود القليلة المقبلة. وهناك نحو ثلاثة ملايين عقار في إنجلترا معرضة لخطر أن تغمرها مياه الفيضانات في أماكن لم تتلق تحذيرات مبكرة. وجاء في التقرير «وكالة البيئة وحدها لا يمكنها حماية الجميع من زيادة الفيضان ومخاطر الشواطئ.

يتعين أن نساعد المجتمعات أن تتعلم كيفية العيش في ظل المخاطر، وتقليص الضرر والعودة إلى الحياة الطبيعية سريعاً. حجم وسرعة الاستجابة القومية المطلوب أمر شاق». بريطانيا تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ (COP26) في مدينة جلاسكو في اسكتلندا الشهر المقبل. ويمثل تبني «حماية المجتمعات» من تغير المناخ أحد أهداف المؤتمر الأربعة الرئيسية.

وتخشى «بويد» أن يأخذ التكيف مكانة متأخرة في اهتمامات القمة نظراً لتركيز جانب كبير من العالم على تقليص الانبعاثات. ومضت «بويد» تقول «من المثير للقلق الشديد ألا يحظى التكيف بما يستحقه من الاهتمام في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين بشأن تغير المناخ، ليس من حكومة المملكة المتحدة فحسب، ولكن من العالم عموما. التأثيرات المناخية الكبيرة لا يمكن تفاديها، لكن الوقت ينفد منا أمام تطبيق إجراءات تكيف فعالة وتفكيرنا يتعين أن يتغير بأسرع من تغير المناخ».

صحفية أميركية متخصصة في الشؤون الخارجية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»