تتضافر الجهود في دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل ترسيخ مجتمع العلم والمعرفة، ومنحه كلَّ الفرص التي تعزّز دورَه في مسيرة التنمية، وتُعمّق حضورَه في بنية تفكير الأجيال القادمة وتصوُّراتها للمستقبل. وتؤكد الجهود المبذولة في هذا الصدد أن الدولة على الطريق الصحيح، حيث تتوالى الخطط والرؤى التي تجعل التقدمَ والتطورَ في العلوم التطبيقية والمعرفة العالية هدفاً لها، وتُترجم إلى عمل دائب على كل المستويات، سرعان ما يؤتي ثماره التي تُمهّد بدورها لتحقيق أهداف جديدة.
وتنطلق هذه الجهود من رؤية ثابتة للقيادة الحكيمة لدولة الإمارات، عبَّر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بقوله إن «السباق الحقيقي في العالم هو التفوق العلمي.. وإن التفوق العلمي هو معيار مدى تقدّم الدول، وعلى أساسه تُصنّف».
وفي إطار هذه العملية المتواصلة، يأتي انعقاد الاجتماع الثاني، في الدورة الثالثة، لـ«مجلس علماء الإمارات»، الجمعة 18 مارس الحالي، برئاسة معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة المجلس، واعتماده عدداً من البرامج التي قدَّمها رؤساء اللجان، وهم نخبة مرموقة من العلماء والباحثين في الجامعات ومراكز البحث العلمي بالدولة، كما وضع الاجتماع محاورَ للعمل عليها خلال المرحلة المقبلة، ومنها «تعزيز وتمكين رأس المال البشري في القطاع البحثي، بما فيها تحفيز استقطاب واستبقاء العلماء من ذوي الكفاءات العالية، إضافة إلى تعزيز سبل التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية».
ومن البرامج التي اعتمدها المجلس مشروع تعزيز الوعي العلمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات التقليدية، وثانٍ يدعم وسائل الإعلام في تقديم أفضل محتوى علمي، وتزويد وسائل الإعلام والعلماء بالمهارات المطلوبة لإيصال المعلومات الخاصة بالعلوم والبحث العلمي بسلاسة، وثالث يحدد التحديات التي تواجه الشباب في منظومة البحث والتطوير، ورابع يهتم بدعم المرأة في مجال العلوم من خلال منصة تُناقش المشكلات التي يواجهها انخراطها في هذا المجال، إلى جانب مبادرة تطبيقية يخوض فيها الطلاب تجربة بحثية تحت إشراف عالم أو باحث كبير.
ويشير استقراء هذه البرامج إلى الأولوية التي يمنحها المجلس لإيصال رسالة العلم إلى كل فئات المجتمع وأبنائه، ولا سيّما الشباب والمرأة، وتنمية وعيها بأهمية العلوم التطبيقية ودورها في النجاح والتفوق الذي تُحرزه الدولة، وأهميتها لاستدامة هذا النجاح والرخاء والازدهار السياسي والاقتصادي والمكانة التي تحتلها الدولة. وينطلق ذلك من وعي المجلس بأهمية «المجتمع المؤمن بالعلم» بوصفه حاضنة طبيعية للتقدم العلمي، وقيمة مضافة تحفّزه وتدعم مسيرته.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية