كثيرة ومتنوعة هي المبادرات الاستثنائية والبنّاءة التي اعتمدتها دولة الإمارات العربية المتحدة على المستويين الوطني والعربي، وهدفت من خلالها إلى إشراك الموهوبين وأصحاب العقول والمبدعين في صناعة المستقبل المأمول، الذي يُطمح إلى أن يكون آمناً ومستداماً يحقق للأجيال حياة كريمة، ويوفّر لهم خدمات أساسها الريادة والإبداع، ومبتغاها الوصول إلى اقتصاد معرفي مبني على المرونة والابتكار.
من تلك المبادرات الخلّاقة مبادرة «مليون مبرمج عربي»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، منذ عام 2017؛ لتكون إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الرائدة في مجال نشر التعليم والمعرفة لتعزيز نهضة العالم العربي؛ إذ تهدف المبادرة، بحسب موقعها الإلكتروني، إلى «تزويد الشباب العربي بالقدرات والمهارات الأساسية التي سيحتاجونها في الحصول على فرص عمل في المستقبل».
وجاء فوز مهندس البرمجيات السوري محمود شحود في حصد لقب أفضل مبرمج عربي، أول أمس الأربعاء، عن مشروع طوّر فيه تطبيقاً يساعد المستخدمين على بناء ومتابعة عاداتهم اليومية ومساعدتهم على تغيير عاداتهم السلبية خلال حياتهم اليومية، ليعبّر عن نجاح المستهدف من المبادرة بشأن دعم أفكار المبدعين العرب بكل ممكّنات لغة العصر، وهي البرمجة، الركن الأساسي في الوصول إلى اقتصاد معرفي يقوم على توفير أفضل التقنيات التكنولوجية التي انتشرت بشكل كبير لدى كل شعوب العالم.
وجاء تكريم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، المبرمجين والمدربين الفائزين بتحدي مبادرة «مليون مبرمج عربي» خلال حفل ختامي أقيم في «متحف المستقبل» بدبي، المتحف الذي يشهد على براعة الإمارات في قدرتها على استكشاف التحديات والفرص التي تشكل عصرنا، وإيجاد الحلول لمستقبل أفضل، عبر توفير مساحة من الاستكشاف والتعلم والإبداع، وفق محاور رئيسية عدّة، تتعلق باستشراف المستقبل وتخيله، ونشر المحتوى والمعرفة، وبناء القدرات، وتصميم المستقبل وتسريعه.
وبالعودة إلى مبادرة «مليون مبرمج عربي»، فإنها ليست مجرد مبادرة تهتم بتنمية وتطوير قدرات القوى المواطنة فقط، إنما التأسيس لمبادرات تدعم من خلالها الشباب العربي، من خلال دورات تدريبية عبر الإنترنت؛ تمكّنهم من دعم مستهدفات التنمية المستدامة في دولهم، وتجعلهم مسهمين أساسيين في رسم مستقبل يلبي طموحاتهم في الإبداع ويعزز من استخدامات التكنولوجيا المتقدمة، ويمكّنهم من الاستفادة من اقتصاد المعرفة وصناعة الفرص المستقبلية لأنفسهم ومجتمعاتهم.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية