قد يصبح «مطار دالاس الدولي» قريباً أكبر مركز لتطوير الطاقة الشمسية والبطاريات في مطارات الولايات المتحدة. فقد يوفر المطار في ذروة الإنتاج طاقة كافية لتلبية احتياجات أكثر من 27 ألف منزل في شمال ولاية فيرجينيا. وستقوم شركة «دومينيون أنيرجي» ببناء وإدارة مزرعة الطاقة الشمسية على مساحة تزيد على 835 إكرا من الأرض. وتشمل المزرعة مصفوفة شمسية قادرة على إنتاج 100 ميجاوات من الطاقة الشمسية ونظام تخزين للبطاريات بقدرة 50 ميجاوات. والطاقة المولدة ستغذي الشبكة الكهربائية الأكبر في منطقة شمال فيرجينيا. 
وبمجرد بناء المزرعة، ينضم مطار دالاس إلى عدد متزايد من المطارات الأميركية التي تتطلع إلى تطوير الطاقة الشمسية كطريقة لتحقيق أهداف الاستدامة وتقليص النفقات على الكهرباء وتحقيق إيرادات من الأراضي التي لولا هذا لما كانت غير قابلة للتطوير. وهذا المشروع هو واحد من عشرات المشروعات التي تبنيها شركة المرافق العامة في فيرجينيا على مستوى الولاية، مع تحولها لتلبية متطلبات قانون الطاقة النظيفة الشامل الذي أقره مشرعو الولاية عام 2020. وذكر توماس بيتي، نائب رئيس مكتب الهندسة بهيئة مطارات واشنطن «أنها أرض مجاورة لمدرج طائرات ولا تتمتع باحتمالات كبيرة في البناء عليها، فلا أحد يرغب في بناء فندق بجوار مدرج، ولذا فالأمر منطقي بالنسبة لنا ولهم». 
ومشروع دالاس يأتي استجابة لقانون فيرجينيا للاقتصاد النظيف، الذي يقتضي من دومينيون توفير الكهرباء من مصادر متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2045، كما يتعين على شركة «أبالاتشيان باور» في جنوب غرب فيرجينيا أن تصبح خالية من الكربون بحلول عام 2050. كما حدد القانون جدولاً زمنياً لإغلاق المحطات القديمة لتوليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، كما يعطي علاوات في تحقيق كفاءة الطاقة. وبالإضافة إلى الأعمال المقترحة للطاقة الشمسية والتخزين في دالاس، تبني شركة «دومينيون أنيرجي» أيضاً أكبر مشروع لطاقة الرياح في البحر في الولايات المتحدة قبالة ساحل فيرجينيا بيتش ومشروعاً في جنوب غرب فيرجينيا يعرف باسم «هايلاند سولار»، الذي سيحول منجم فحم إلى مزرعة لتوليد الطاقة الشمسية. 
وبموجب صفقة دالاس المقترحة، تستأجر «دومينيون» الأرض من هيئة المطارات التي تدير مطاري دالاس وريجان القوميين. ولن تتلقى هيئة مطارات واشنطن مقابلاً مادياً تقليدياً للإيجار، بل تقوم «دومينيون» ببناء مرآبين للسيارات لتوليد الطاقة الشمسية سعة الواحد منهما واحد ميجاوات لتوفير الطاقة للمطار، وتقديم 18 حافلة كهربائية و50 سيارة كهربائية للهيئة. وتوفر «دومينيون» أيضاً لهيئة المطارات بنية تحتية لشحن المركبات. ويرى آرون روبي، المتحدث باسم دومينيون، أن الاتفاق قد يكون نموذجاً تحتذيه المطارات في جميع أنحاء البلاد التي تفكر في مشروعات مماثلة لأنه يتضمن كلاً من الطاقة المتجددة والنقل النظيف. وينتظر المشروع الموافقات الاتحادية النهائية من وزارة النقل الأميركية. وذكر روبي أنه من المحتمل الحصول على هذه الموافقات لاحقاً في العام الجاري. وقد يبدأ البناء في عام 2023، ويبدأ التطوير في توليد الطاقة في النصف الثاني من عام 2024. 
وقررت إدارة الطيران الاتحادية أن المشروع لن يتدخل في عمليات الطيران بالمطار. ولم يرد مسؤولو وزارة النقل على طلب للتعليق على المشروع. وتم الانتهاء من التقييم البيئي الأولي للتأثيرات المحتملة للمشروع العام الماضي، ونظراً إلى المواقع المحتملة لتطوير الطاقة الشمسية. وفي رسالة إلى هيئة مطارات واشنطن رداً على هذا التقييم، حثت جماعات مدافعة عن البيئة والحياة البرية، شركة دومينيون وهيئة مطارات واشنطن على إقامة ألواح توليد الطاقة الشمسية على المباني القائمة وفوق مساحات وقوف السيارات لتقليل الآثار على الأراضي التي لم يجر تطويرها. 
وذكر روبي أن دومينيون قيمت بدائل كثيرة كجزء من الدراسة، بما في ذلك تركيب الألواح على الأسطح. وأكد أن التقييم خلص إلى أن تثبيت الألواح الشمسية على المباني ليس بديلاً مجدياً بسبب محدودية مساحة السطح المتاحة لتثبيت ألواح توليد الطاقة الشمسية عليها. كما توصلت الشركة إلى أن المصفوفة الشمسية المقامة على تركيبات ثابتة على الأرض ستكون أقل كلفة للعملاء وتنتج طاقة أكثر من الألواح التي توضع على الأسطح. وتطالب خطط بإنشاء مزرعة طاقة شمسية في الركن الجنوبي الغربي من المطار. ومن المتوقع أن ترسل هيئة مطارات واشنطن تقييماً بيئياً نهائياً إلى إدارة الطيران الاتحادية لمراجعته في وقت لاحق من هذا العام. ويقع مطار دالاس على بعد نحو 25 ميلاً غربي واشنطن، وهو من بين عدة مطارات في جميع أنحاء البلاد تسعى للاستفادة من طاقة الشمس في السنوات الأخيرة. 
ووجدت دراسة صدرت عام 2020، أجرتها سيرينا كيم، الباحثة المساعدة في كلية الهندسة والتصميم والحوسبة بجامعة كولورادو في دنفر، أن 20% من المطارات العامة في البلاد البالغ عددها 488 مطاراً تستخدم الطاقة الشمسية. وتتوقع كيم أن يتزايد هذا العدد. وفي معظم الحالات، تتعاقد المطارات مع شركة لتبني وتدير تطوير الطاقة الشمسية، وإن تباينت الترتيبات المالية في كل اتفاق.
وعلى سبيل المثال، يدر مطار إنديانابوليس الدولي أكثر من 9 ملايين دولار من دخل الأراضي التي يؤجرها إلى شركة خاصة لإقامة مزرعة شمسية على مساحة 183 إكرا، بعد أن بدأت المرحلة الأولى منها عام 2013. وتنتج المزرعة التي بها أكثر من 87 ألف لوحة شمسية طاقة كافية لتشغيل 3675 منزلاً. ومطار دنفر الدولي الذي أصبح في عام 2008 واحداً من أوائل الشركات التي قامت بتركيب مجموعة الطاقة الشمسية في مجمعة، لديه نماذج أعمال تسمح له بشراء الطاقة الكهربائية بسعر مخفض.
لوري أراتاني 
صحفية متخصصة في شؤون النقل والطيران

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»