باستخدام نموذج جديد لتوقع عدد الأشخاص الذين سيصابون بداء السكري من النوع الأول في جميع أنحاء العالم، يقدّر أعضاءُ فريق دولي من الباحثين أن عددَ الحالات قد يصل إلى 17.4 مليون بحلول عام 2040، أي ضعف عدد الأشخاص المعروفين بإصابتهم بالمرض اليوم.
وتشير دراسة نُشرت في مجلة «لانسيت» للسكري والغدد الصماء إلى أن 8.4 مليون شخص يعيشون الآن مع مرض السكري من النوع الأول، والذي يحدث عندما ينتج البنكرياس القليل من الأنسولين أو لا ينتج الأنسولين، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى الإعاقة أو الوفاة. وتشمل الأعراضُ العطشَ الشديدَ والتبولَ وعدمَ وضوح الرؤية والإرهاقَ وجفافَ الجلد وفقدانَ الوزن غير المقصود.
وشهدت أساليب التتبع تحسناً في السنوات الأخيرة، ولكن لم يتم تمثيل مرض السكري من النوع الأول كما ينبغي. بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأن العديد من البلدان لا تجمع بيانات مرض السكري من النوع الأول، فقد انحرفت الأرقام على مدار التاريخ نحو أميركا الشمالية وأوروبا.
ولمواجهة الأرقام المتقطعة، أنشأ الباحثون نموذجاً يستخدم البيانات المتاحة للتنبؤ بمرض السكري من النوع الأول في جميع أنحاء العالم.
وتتعارض التقديرات مع بعض الأساطير حول هذا المرض الذي كان يُطلق عليه ذات يوم سكري الأحداث، لأن ظهوره غالباً ما يحدث أثناء الطفولة. ومع ذلك، فإن غالبية الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض تتراوح أعمارهم بين 20 و59 عاماً، ويتم تشخيص عدد أكبر من البالغين أكثر من الأطفال كل عام.
ومع ذلك، فإن الأطفال أكثر عرضةً لخطر الوفاة نتيجةَ الإصابة بالمرض، لا سيما في البلدان منخفضة الدخل. وقد كتب الباحثون أنه بالنسبة للطفل البالغ من العمر 10 أعوام الذي يُصاب بمرض السكري من النوع الأول في دولة منخفضة الدخل، فإن متوسط ​​العمر المتوقع المتبقي له هو 13 عاماً فقط، مقابل 61 عاماً في البلدان ذات الدخل المرتفع.
ويعتقدون أن حوالي 175,000 شخص في جميع أنحاء العالم ماتوا بسبب مرض السكري من النوع الأول في عام 2021، وأن 63 إلى 70 في المائة من الوفيات بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً حدثت بسبب عدم تشخيص المرض. لذا يقول الباحثون إن البيانات الأفضل يمكن أن تساعد في زيادة معدل التشخيص.
وقال جراهام أوجل، الباحث في كلية الطب بجامعة سيدني وأحد مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي: «هناك فرصة لإنقاذ ملايين الأرواح في العقود المقبلة». وأوضح أن الأرقام تمثل تحذيراً من أنه من دون إيجاد حلول، مثل إمكانية الوصول الشامل للأنسولين، وتوفير مستوى أفضلَ من الرعاية والوعي بأعراض مرض السكري من النوع الأول.. ستصبح توقعات الفريق حقيقةً واقعةً.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»