منذ وقت ليس ببعيد، لم تكن خدمات الطوارئ الطبية موجودة في الولايات المتحدة، لكن مجموعة من الرجال السود الشجعان في بيتسبرج وطبيب أبيض رائد غيروا ذلك الوضع. «صفارات الإنذار الأميركية.. القصة المذهلة للرجال السود الذين أصبحوا أول مسعفين أميركيين»، هذا هو عنوان الكتاب الذي يروي قصتهم، وفيه يرسم الصحفي والمسعف السابق كيفن هازارد صورةً حيةً لأول خدمة للطوارئ الطبية الحديثة EMS في البلاد، وهي خدمة إسعاف بيت الحرية في بيتسبرج.

وبسبب فصلها عن طريق الحد الأحمر (الحرمان المنهجي من الخدمات المختلفة لسكان أحياء أو مجتمعات معينة، وغالباً ما يكون متعلقاً بالتفرقة العنصرية) والسكك الحديدية ومشاريع «التجديد الحضري»، تعاقدت المدينة مع الشرطة لخدمة سيارات الإسعاف البدائية.

وفي نوفمبر 1966، أصيب حاكم ولاية بنسلفانيا الأسبق، ديفيد ل. لورانس، بنوبة قلبية خلال حدث سياسي ونُقل إلى المستشفى في سيارة إسعاف. دخل لورانس في غيبوبة وتوفي بعد أسابيع.

ما حدث بعد ذلك كان المادة للأسطورة الطبية. ينسج هازارد قصص جون مون، وهو شاب أسود كان عازماً على أن يصبح مسعفاً، والطبيب زبيتر سافار الذي عالج لورانس وشعر بضرورة تدريب الناس العاديين على طب الطوارئ وما يعرف الآن باسم الإنعاش القلبي الرئوي، ومجموعة كبيرة من المهمشين في مهمة طبية غير متوقعة. كان الطلاب المسعفون الأوائل رجالاً اعتبر كثيرون أنه يمكن التخلص منهم. كتب هازارد: «شعرتُ كما لو أن الأمر برمته كان من المفترض أن يفشل». ثم يسرد في كتابه الأحداث التي تم التغاضي عنها منذ فترة طويلة.

إنها دراما طبية وإنسانية ستجعل القراء يقدّرون شجاعة المسعفين الأوائل، وبعد نظر الطبيب الذي لم يكتفِ بقَصر طب الطوارئ على الأطباء الآخرين وفن العاملين في خدمات الطوارئ الطبية الحديثة. إنها قصة مليئة بالإهانات العنصرية والجهل الطبي. تحدى أبطال هازارد التحيز وتغلبوا عليه، لكن كثيراً ما تغلَّب عليهم الأمران. وحول هؤلاء كتب هازارد: «لقد كانوا هنا، وربما ذهبوا، لكنهم يريدون منك أن تتذكرهم».

إيرين بلاكمور*

*صحفية أميركية مستقلة .

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست نيوز سينديكيت»