لدى أفراد الجيش الأميركي وأُسرهم احتياجاتٌ خاصةٌ فيما يتعلق بالصحة النفسية والعقلية. غير أن دراسةً تُظهِر أن ما يصل إلى 35 في المئة من العسكريين المستفيدين ليس لديهم وصولٌ إلى رعاية نفسية كافية، على الرغم من التأمين الصحي الحكومي الذي يغطّي مثلَ هذه الخدمات.

الدراسة التي نُشرت في دورية «جاما نيتوورك أوبن» الطبية المتخصصة، حلّلت 39 ألفاً و487 رمزاً بريدياً في الولايات المتحدة، ذا مستفيد واحد على الأقل من «ترايكير»، وهو برنامج للرعاية الصحية خاص بوزارة الدفاع يوفّر تغطيةً صحيةً لأفراد الجيش والمتقاعدين وأُسرهم. وقام الباحثون بجمع البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر الفدرالية التي تتضمن معلومات المجتمع.

الباحثون كانوا يعرفون أن هناك أقل من 50 منشأة علاج عسكري توفّر الرعايةَ النفسيةَ، ولذا فقد قاموا بتوسيع بحثهم ليشملَ الوصولَ إلى الأطباء النفسيين أيضاً، فوجدوا أن 35 في المئة من المستفيدين من برنامج «ترايكير» يعيشون في مناطق تبلغ فيها النسبة بين السكان والأطباء النفسيين (عسكريين ومدنيين) أكثر من 20 ألف شخص مقابل طبيب واحد. وهذا في حين تعيش 6 في المئة أخرى على بعد أكثر من 30 دقيقة بوساطة السيارة عن طبيب نفسي عسكري أو مدني. والوصول إلى طبيب نفسي يختلف باختلاف المنطقة.

فعلى الرغم من أن المستفيدين من برنامج «ترايكير» يعيشون مناطق لا تعاني من نقص، فإن 47 في المئة منهم، ومعظمهم في الشمال الشرقي أو على ساحل المحيط الهادئ، يعيشون في مناطق تسجِّل نقصاً في الأطباء النفسيين المدنيين، ولديها عدد كافٍ من الأطباء النفسيين العسكريين.

أما الـ35 في المئة الذين يعيشون في مناطق حيث يوجد نقصٌ في كليهما، فإنهم يوجدون بشكل رئيسي في الجنوب والغرب الداخلي والغرب الأوسط. واللافت أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات دخول منخفضة وتفاوت كبير في الدخل كانوا أكثر عرضةً للمعاناة من نقص الأطباء النفسيين بأكثر من الضعف. هذا في حين كان المتقاعدون أكثر عرضةً للمعاناة من نقص الأطباء النفسيين بالضعف تقريباً، وللمعاناة من عدم الوصول إلى طبيب نفسي بأربعة أضعاف.

ويشير الباحثون إلى أن العديد من الأطباء النفسيين المدنيين لا يقبلون تأمين «ترايكير» لأن تعويضاته منخفضة. ووفق تقييم للبرنامج خلال العام 2021، فإن 37 في المئة فقط من مقدمي خدمات الصحة السلوكية المدنيين الذين شملهم الاستطلاعُ قالوا إنهم يقبلون التأمينَ الصحي العسكري. وحين طبّق الباحثون معدلَ القبول على بياناتهم، ارتفع عدد المستفيدين الذين يواجهون نقصاً إلى 60 في المئة. وعلى الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث بشأن هذه التفاوتات، كما يوضح الباحثون، إلا أن الجيش يمكنه أن يرد على ذلك باستراتيجيات من قبيل العيادات التابعة والتطبيب عن بُعد.

كما يمكنه زيادة معدلات التعويضات أو الاستثمار في الممرضات المؤهلات في المناطق التي تعاني من نقص في الخدمات والمرافق الطبية. أما في ما يتعلق بنقص الأطباء النفسيين، فيقول الباحثون إن الأسر العسكرية ليست الوحيدة التي تعاني من نقص. إذ تقدِّر وزارةُ الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن 158 مليون أميركي يعيشون في مناطق تعاني من نقص في مرافق علاجات الصحة النفسية والعقلية، كما تقدّر الوزارةُ أنه بحلول عام 2030 ستتقلص المهنة بـ20 في المئة، على الرغم من زيادة في الطلب قدرُها 3 في المئة، بنقص لا يقل عن 12 ألفاً و530 طبيباً نفسياً يعالجون البالغين.

*صحافية مستقلة

ينشر بترتيب خاص مع «خدمة واشنطن بوست لايسنسينج آند سينديكيت»