إمارة رأس الخيمة هي إحدى إمارات الدولة السبع، وتتميز بتاريخها المزدهر في التجارة، حيث كانت تملك موانئ تجارية منذ القرنين الـ 13 والـ 14 الميلاديين، وتتميز أيضاً بغنى تراثها الذي يرجع إلى 7000 سنة، وهو ما تدل عليه اكتشافات الآثار الفخارية القديمة، التي تُثبت بأنّ المنظقة كانت مزدهرة بالتجارة بينها وبين المناطق الأخرى، خاصة تجارة اللؤلؤ، وقد كان لرأس الخيمة اسم «جلفار» قبل أن تُسمى المنطقة بـ«رأس الخيمة».
وتشهد الإمارة اليوم تطوراً ملحوظاً في التخطيط العمراني، والتنمية السياحية، وهو ما ينسجم مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة واستراتيجيتها الاستشرافية. وضمن هذا الإطار تأتي «استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة لعام 2040»، هدفاً يراعي السياسات المنشودة بالمناخ، وذلك من خلال تحقيق التنافسية لاقتصاد الإمارة على المدى البعيد. وعلى هذا النحو، تهدف هذه الاستراتيجية إلى الترشيد المناسب للمنطفة حيث إنّها تتحقق من خلال تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 30%، بالإضافة إلى انخفاض استهلاك الماء تدريجياً بنسبة 20%، وعلى نقيض تخفيض الطاقة وتقليل الماء، سيتم استخدام مصادر الطاقة المتجددة لرفع نسبة توليد الطاقة إلى 20% بحلول سنة 2040م. بلا شك، تعتبر هذه الاستراتيجية خطة مدروسة بإحكام وتم الإقرار فيها على أنها استراتيجية موائمة لطبيعة طقس الدولة.
وعلى المدى البعيد، من المأمول أن تتحق مكاسب كبيرة من «استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة لعام 2040»، فمن المتوثقع أن تكون الطاقة هي المصدر الاقتصادي المزدهر لا يقتصر على إمارة رأس الخيمة فقط وإنما على مستوى الدولة ككل وأيضاً على الصعيد العالمي. «استراتيجية كفاءة الطاقة» تتسق مع «استراتيجية الطاقة 2050» والتي ستساهم في تكثيف الاعتماد على الطاقة النظيفة ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي.
وتتضمن هذه الاستراتيجية خطة تنموية، تضع في عين الاعتبار النمو السنوي للطلب على الطاقة بنسبة 6%، كما تأخذ الاستراتيجية مساراً متقدماً للعمل على تقليل نسبة الانبعاثات الكربونية من عملية انتاج الكهرباء بما يعادل 70% خلال السنوات الثلاث التي تليها، وهذا إن دل، فإنه يدل على أنّ بلادنا تضمن لنا كشعب وزوار ومقيمين جودة الحياة، وهذا ما تنتظره الأجيال القادمة والواعدة في هذا الوطن المعطاء.

*كاتبة إماراتية