يصيب طنين الأذن، وهو صوت رنين أو صفير في الأذن، ملايين الناس في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من اختلاف تقديرات أولئك الذين يشعرون بالضيق بسبب هذه الحالة، تشير دراسة جديدة إلى أنه قد يكون بينهم عامل مشترك: ألا وهو التعرض لضوضاء حركة المرور على الطرق أثناء وجودهم في المنزل.
حاولت الدراسة، والتي نُشرت في مجلة «إنفيرونمينت هيلث بيرسبيكتيفز» (Environmental Health Perspectives)، إيجاد صلة محتملة بين ضوضاء الطريق ومستويات الطنين. تضمنت الدراسة، التي أجريت على مستوى الدنمارك، بيانات عن 3.5 مليون مقيم في البلاد كانوا يبلغون من العمر 30 عاماً أو أكثر بين عامي 2000 و2017. وخلال ذلك الوقت، تم تشخيص 40,692 منهم بأنهم مصابون بالطنين. وعندما قام الباحثون بحساب مستويات حركة المرور والضوضاء المحتملة في الجانب الأكثر هدوءاً في مساكنهم في تلك الفترة، وجدوا أن أولئك الذين يعيشون بجانب ضوضاء طريق أعلى كانوا أكثر عرضةً للإصابة بطنين الأذن من أولئك الذين يعيشون في مناطق أكثر هدوءاً.
وارتفعت مخاطر الأشخاص بنسبة 6% مع كل زيادة بمقدار 10 ديسيبلات (وحدة قياس الصوت) في ضوضاء المرور على الطرق مقارنة بالمناطق التي تحكمها الضوابط. وترتفع المستويات كلما طالت مدة تعرّض الشخص لضوضاء حركة المرور العالية. وكانت النساء، والأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سابق من فقدان السمع، والأشخاص الحاصلون على تعليم عالٍ ودخل أكبر، في خطر متزايد.
لم تجد الدراسة علاقة بين ضوضاء السكك الحديدية وتشخيص طنين الأذن. وعلى الرغم من أن الدراسة تظهِر ارتباطاً بين طنين الأذن وضوضاء المرور، إلا أنها لا تثبت أن أحدهما يسبب الآخر. ويقول الباحثون إنه من المهم معرفة المزيد عن الآثار المحتملة للتعرض للضوضاء السكنية، وهم يفترضون أنه إذا تسببت ضوضاء المرور في حدوث طنين، فقد يكون ذلك عن طريق إحداث اضطراب في نوم الناس.
كانت جميع حالات الطنين، باستثناء 19%، تعاني من ضعف السمع في السابق. وبالنسبة للدنماركيين الذين يعانون من ضعف السمع، ارتبط العيش مع حركة المرور على الطرق بعدد أقل من تشخيصات الطنين. ويتكهن الباحثون بأن ضوضاء المرور ربما تخفي طنين الأذن بالنسبة للبعض.
وفي الوقت الحالي لا يوجد اختبار موضوعي لتشخيص طنين الأذن، ويلاحظ الباحثون أن الأشخاص قد يلتمسون الاستشارة الطبية فقط إذا كانت الأعراض لديهم شديدة. ومع ذلك، كتبوا أن الدراسة هي دليل أكثر على «ضوضاء المرور على الطرق باعتبارها ملوثاً ضاراً، وبالتالي فهي تزيد العبء الصحي».

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنيج آند سينديكيشن»