لدولة الإمارات العربية المتحدة، جهود كبيرة ومتواصلة في نشر قيم التسامح والتعايش، وتكريس مبادئ الأخوّة الإنسانية، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبفضل هذه الجهود الدؤوبة، أصبحت الإمارات منارةً للسلام وقِبلة للتسامح وقبول الآخر، وتؤكد ذلك كلَّه «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تم توقيعها في أبوظبي، في فبراير عام 2019، والتي تعدّ دستوراً للتعايش العالمي على أسس السلام والانفتاح.

ومن «بيت العائلة الإبراهيمية» بجزيرة السعديات في العاصمة أبوظبي، تنطلق شعلة التعايش والتسامح، وهذا الصرح الذي يضمّ ثلاثة مبانٍ منفصلة للأديان السماوية، يُخصّص كل واحد منها على حِدة لديانة، وكذلك حديقةً رئيسية خاصة للمجمع، إضافةً إلى مبنى رابع يعمل كمتحف ثقافي يجتمع فيه الأشخاص بمختلف انتماءاتهم، إضافةً إلى احتضانه برامج تعليمية، وفعاليات متنوعة، هدفُه تعزيز التآخي الإنساني والتبادل الثقافي ونبذ الكراهية والتطرّف، لتبقى دولة الإمارات بلد التسامح كما أرادها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وعلى هذا النهج السديد تسير القيادة الرشيدة، ممثّلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي غرّد سموه عن البيت الإبراهيمي، قائلاً: «بِناء جسور التواصل والتعايش والتعاون بين الجميع نهج الإمارات الثابت في مسيرتها.. (بيت العائلة الإبراهيمية) صرحٌ للحوار الحضاري البَنّاء، ومنصةٌ للتلاقي من أجل السلام والأخوّة الإنسانية».

لقد جاء الإعلان عن «بيت العائلة الإبراهيمية» بأبوظبي، في «عام التسامح 2019»، ليجسّد حالة التعايش السلمي النادرة، وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعدّدة في دولة الإمارات، وليؤكد نبْذ كل أشكال التعصب والتمييز، فالإمارات تحتضن أكثر من 200 جنسية يعيشون على أرضها الطيبة بسلامٍ وتسامح، إضافة إلى إطلاقها مبادرات وبرامج ومشاريع داعمة لنهج التسامح، وفق تخطيط دقيق، وتحويله إلى استراتيجيات واضحة، لذا استحقّت أن تكون عاصمة التسامح العالمي. ويعدّ احتضانها للكنائس والمعابد الأخرى مثالاً حيّاً على روح التسامح الديني، حيث تجتمع ثقافات الشرق والغرب، ويلتقي المسلمون بغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.

إن «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي يُشكّل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات، والتسامح الديني، والتعايش المشترك، ونشر قيم السلام. ومما لا شك فيه أن البشرية، وعلى الأخص خلال المرحلة الراهنة، بحاجة ماسّة لمثل هذه الخطوة التي ترسّخ التعايش المشترك وقبول الآخر بصرف النظر عن العِرق أو الجنس أو الدين.

*عن نشرة«أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.