•    قالت أعرابية لابنها: «يا بُنَيّ، إن سؤالك الناس ما في أيديهم من أشد الافتقار إليهم، ومن افتقرتَ إليه هُنْتَ عليه، ولا تزالُ تُحْفَظ وتُكْرَم، حتى تَسْأل وترغب، فإذا ألَحَّت عليك الحاجة، ولزِمَكَ سوء الحال، فاجعل سؤالكَ إلى من إليه حاجة السائل والمسؤول، فإنه يعطي السائل».

•    وأوصى أعرابيّ ابنه فقال: «ابْذُل المودَّة الصادقة تستفدْ إخواناً، وتتخذ أعواناً، فإن العداوة موجودة عَتِيدَة، والصداقة مُسْتَعْرِزَةً (أي منقبضة شديدة، يُقَال: اعترز فلانٌ منّي، أي انقبض) بعيدة. جَنِّب كرامتكَ اللئام، فإنهم إن أحسنت إليهم لم يشكروا، وإن نَزَلَتْ شَدِيدَةٌ لم يصبِرُوا».

•    قال أعرابي لابنه: «كُن للعَاقِلِ المُدْبِر أَرجَى مِنكَ للأَحمَقِ المُقْبِل».

•    وقال أعرابي لرجل: «أي أخي: إِنَّ يَسَارَ النَفْس أَفضَل مِن يَسَارِ المَال، فَإِن لَم تُرْزَق غِنَىً لا تُحْرم تَقوَى، فَرُبَّ شَبْعَانٍ مِن النِّعَمِ، عُرْيَان مِن الكَرَمِ، واعلَم أنَّ المؤمن على خَير: تُرَحِّبُ به الأرضُ، وتَستَبشِرُ به السماء، ولَن يُسَاءَ إليه في بطنها، وقَد أَحسَنَ على ظَهرِهَا».

•    دخل عمرو بن سعيد الأشدق على معاوية بن أبي سفيان، فاستنطقه، فقال: «إنَّ أوّلَ كُلَّ مَركَبٍ صَعْب، وإِنَّ مع اليومِ غداً».

•    قال أعرابي لأخ له: «يا أخي إن مَالَكَ إِن لَم يَكُن لَكَ كُنتَ لَه، وإِن لَم تُفْنِه أَفنَاك، فَكُلْهُ قَبلَ أَن يَأكُلك».

•    وقال أعرابي: «إنَّ اللهَ مُخِلِفٌ مَا أَتْلَفَ النَّاس، والدَهرُ مُتْلِفٌ مَا أَخْلَفُوا، وَكَم مِنْ مِيتَةٍ عليها طَلَبُ الحياة، وكَم مِن حَياةٍ سَبَبُها التَعَرُضُ لِلمَوتِ».

•    وقال آخر: «إن الآمالَ قَطَعَت أَعْنَاقَ الرِّجَال، كَالسَرَاب غَرَّ من رَآه، وأَخلَفَ مَنْ رَجَاه».

•    قال أعرابي لصاحبه: «أصحب مَن يَتَنَاسَى مَعرُوفَهُ عَلَيكَ، ويَتَذَكَر حُقُوقَكَ عليه».

•    قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: «إذا أشكلَ عليكَ أمران، فانظر أيهما أقرب من هواك، فخالفه، فإن أكثر ما يكون الخطأ مع متابعة الهوى».

•    وقال أعرابي: «الشَرُّ عاجلُ لذيذ، وآجلهُ وَخِيم».

•    وقال آخر: «من كساهُ الحياءُ ثَوبَه، حَفِيَ على الناس عيبه».

•    وقال حكيم: «بِئسَ الزَاد، التَعَدِّي عَلى العِبَاد».

•    وقال: «التَلَطُّفُ بِالحِيلَةِ، أَنفَعُ مِن الوَسِيلَة».

•    ونصح أبٌ ابنه، فقال: «مَن ثَقُلَ عَلى صَدِيقِهِ، خَفَّ عَلَى عُدُوِّه، ومَن أَسرَعَ إلى الناسِ بما يكرهون، قالوا فيهِ ما لا يعلمون».

•    وقال أعرابي: «أَعجَزُ النَّاسِ مَن قَصَّرَ في طَلَبِ الإِخوانِ، وأَعجَزُ مِنهُ مَن ضَيَّعَ مَن ظَفِرَ بِهِ مِنهم».

•    وأوصى أعرابي ابنه، فقال: «لا يَسُرُكَ أَن تَغلِبَ بِالشَّرِّ، فإنَّ الغالبَ بالشرِ هو المغلوب».

•    وقال أحدهم لأخيه: «قد نَهَيتُكَ أَن تُرِيقَ مَاءَ وَجهِكَ عِندَ مَن لا مَاءَ في وَجهِهِ، فإِنَّ حَظَّكَ مِن عَطِيَتِهِ السُؤَال».

•    وقال حكيم: «إنَّ حُبَّ الخَيرِ خَيرٌ وإن عَجِزَتْ عنه المَقدِرَة، وبُغضَ الشَّرِ خَيرٌ وإن فَعَلتَ أَكثَرَه».

•    وقال آخر: «والله لولا أن المروءة ثَقِيلٌ مَحْملُها، شديدةٌ مَؤُنَتُهَا، ما تركَ اللئامُ للكرامِ شيئاً».

•    حضرت الوفاة رجلاً، فطلب بنوه منه أن يوصيهم، فقال: «عَاشِروا الناسَ مُعَاشَرَةً، إِن غِبْتُم حَنُّوا إِلَيكُم، وإِن مِتُّم بَكَوْا عَلَيكُم».

*السفير السعودي لدى الإمارات.