•    نصحَ أعرابي قوماً، فقال: «لا يُوجَدُ العَجُولُ محموداً، ولا الغَضُوبُ مسروراً، ولا المَلُولُ ذا إخوان، ولا الحُرُّ حريصاً، ولا الشَّرِه غَنِيَّاً».

•    وقال غيره: «صُنْ عقلكَ بالحِلمِ، ومُرُوءتُكَ بالعَفَافِ، ونَجدَتُكَ بمجانبةِ الخُيَلَاءِ، وحالتُكَ بالإجمالِ في الطلب».

•    وسُمِعَ أعرابيٌ يقول: «أقبحُ أعمالِ المُقتَدِرِينَ الانتِقَام، وما اسْتُنْبِطَ الصوابُ بمثل المُشاوَرَة، ولا حُصِّلَت النِعَم بِمِثلِ المُوَاسَاة، ولا اكتُسِبَتْ البَغضَاء بِمِثْلِ الكِبْر».

•    وقال حكيم: «خَيرُ الإخوانِ مَن يُنِيلُ عُرْفاً، أو يَدفَعُ ضُرَّاً».

•    وأوصى أعرابي، قائلاً: «العاقلُ حقيقٌ أَن يُسَخِّيَ بنفسه عن الدنيا، لعلمه أن لا ينال أحدٌ فيها شيئاً إلا قَلَّ إمتاعه به، أو كَثُرَ عَنَاؤه فيه، واشتدت مَرزِئَتُه (الحزن الشديد على فقده) عليه عند فِرَاقه، وعَظُمَت التَّبِعَة فيه بعده».

•    وقال غيره: «خِصْلتان مِن الكِرام: إنصافُ الناسِ مِن نَفسِك، وَمُوَاسَاةُ الإخوانِ».

•    أوصى أبو الهيجاء، ابنه ناصر الدولة الحمداني، فقال: «إذا رأيتَ السلطانَ قد رفعَ من أهلكَ رجلاً، أو الزمان قد نوّه به ورَأَّسَه، فإيّاك أن تحسده، وتُشغِل نفسكَ بعداوته، فإِنَّكَ تتعب، ولا تصل إلى فائدة، وتسقط أنتَ، ولا يَضُرُّهُ هو، وتغتمَّ أَنتَ، ولا يَتأذّى هُوَ، وتبغض مِن نَفسِكَ، بُغضَّك     من رجلٍ صارَ كبيراً من أهلكَ، فَإِنَّهُ مَا ارتفعَ إِلَّا بِآلةٍ فِيهِ، يدفَعُكَ بها، أو إِقبالٍ بدفعكَ عَنهُ، واجهَد أَن تَخدِمَهُ، وتُصَافِيهِ الوِدّ، ليكونَ ذلكَ الفضلُ الذي فِيه، فَضلاً لَك، وذلكَ الفخرُ راجعاً إليكَ، وتَتَجَمَّلُ بثنائِهِ عَلَيكَ، وإِطرَائِهِ لك، وتَصِيرُ أَحدَ أعوانه، فإنّه أحسن بك من أن تكون من أعوان غيره، ممّن ليس من أهلك، ويراك الناس عنده وجيهاً، فيكرمونك له، فإن كان له منزلة من السلطان، جاز أن تصل إليها باستخلافه إيّاك عليها، وانتقاله إلى ما هو أكبر منها، وكذلك إن كانت منزلته من غير سلطان، فلا تقل أنا أقعد منه في النسب، وأنّي خير قرابته، وهذا أمس كان وضيعاً، وكان دونَنَا، فإنّ الناسَ بأوقاتِهِم».

•    يقول حصن ابْن حُذَيْفَة فِي وَصِيَّة لَهُ: «من اسْتغنى كرم على أَهله. ألزموا النِّسَاء المهنة. نعم لَهو الْمَرْأَة المغزل. حِيلَة من لَا حِيلَة لَهُ الصَّبْر. ليتقرب بَعْضكُم من بعض فِي الْمَوَدَّة، وَلَا تتكلوا على الْقَرَابَة فتتقاطعوا. بِطَلَب المعالي يكون الْعِزّ».

•    وقال أبو حيان التوحيدي، موصياً: «الزهد في الدنيا باب السعادة، ودرجة السلامة، ووعاء النجاة، وظرف الراحة، بالزهد تملك هواك عن الجماح، وطرفك عن الطماح، ونفسك عن اللجاج، وطباعك عن الغي، وظاهرك عن الهجنة، وباطنك عن الفتنة، فبه يذل لك كل ما نشأ عنه، وصار فرعاً عليه. هناك تتفرغ لحسابك، وتتصفح ما يخصك، اعتبار ما يكون صلاحه منوطاً بك، وفساده منفياً عنك، وآثاره راجعة إليك، وريعه واقفاً عليك، فلا تعتقد إلا حقاً يصحبه البرهان، ولا تقول إلا صواباً يشهد له الدليل، ولا تعمل إلا صالحاً يؤيده القول والحق، ومتى خَلُصتَ إلى هذه الرتبة حَفَّت بِك السعادة، وتواصلت إليك الزيادة، وكان جليسك منك بين ملحوظ يقتدي بك فيه، وملفوظ يمتثل أمرك به».

•    قال أعرابي: الدراهم مواسم، تسم جميلاً أو دميماً، فمن حبسها كان لها، ومن أنفقها كانت له.

•    قال الحسين بن سعيد: «أفئدة العلماء ينابيع الحكم، ومعادن جواهر الفطن، إذا جرت مياه فكرها في جداول الاستنباط، ثم مشت في عروق مغارس الإحساس، نضرت أصول بدائع الروية، وأورقت غرائب الأفهام، وأثمرت أفنان حكم الآراء، فاجتنبها أنامل كرم الطباع، وتفكه بها أهل التجربة والانتفاع».

•    نقل المبرّد، عن بعض السلف، قوله: «أعجب ما في هذا الإنسان قلبه، وله مواد من الحكمة، وأضداد من خلافها، فإن سنح له الرجاء أذلهُ الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن أسعده الرضا نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله الحذر، وإن اتسع له الأمر استلبته العزة، وإن أقاد مالاً أطغاه الغنى، وإن عارضته فاقة فضحه الجزع، وإن جهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط به الشبع كظته البِطنَة، فكل تقصير به مُضِرٍ، وكُلُ إِفراطٍ لَهُ مُفسِد».

*السفير السعودي لدى الإمارات.