يُحيي العالم في 15 مايو من كل عام، اليوم العالمي للأسرة، الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، لأجل التأكيد على أهمية الأسرة وترابطها، وإذكاء الوعي العام بالأهمية البالغة للأسرة التي تُعدّ حجر الأساس في بناء أي مجتمع، والأداة الرئيسية للحفاظ على هويته الوطنية وقِيَمه ومبادئه الأساسية.

وغنيٌّ عن البيان أن المجتمع العربي الذي يتمتع بخصوصية ثقافية نابعة من هويته القومية والدينية، يراهن على الأسرة للحفاظ على هذه الخصوصية في ظل عالم يَمُوج بالتقلُّبات الناجمة عن التحدّيات الهائلة التي يفرضها العصر الرقمي وتحوُّلات العولمة خصوصاً في شِقّها الثقافي، ممّا يُحتِّم وجود استراتيجية جادّة وفاعلة لحماية الموروث الثقافي الأصيل وهويتنا الثقافية.

ونظراً إلى أن الأسرة الإماراتية هي النواة والَّلبِنة الأساسية في بناء المُجتمع وتنشئة أجيال المُستقبل، فقد أولَى القائد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الأسرة أهمية خاصة من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية، وذلك من خلال رفع مستوى الوعي لدى الأُسر المواطنة بالمسؤولية تجاه تربية الأبناء تربية سليمة، وغرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوسهم.

واستكمالاً لمسيرة الإنجازات الوطنية في مجال رعاية الأسرة، تسير دولة الإمارات بِخُطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق الاستدامة المُجتمعية، وبفضل الجهود التي تُبذل بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، مُمثَّلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبوَّأت دولة الإمارات مكانة رفيعة في هذا السياق، فقد تصدَّرت المرتبة الأولى عالمياً في كثير من المؤشرات التي تتعلَّق بالمرأة والأسرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مؤشر وجود قانون يُجرِّم العنف الأسري، وذلك وفقاً لتقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون الصادر عن البنك الدولي لعام 2023.

ويُتيح اليوم العالمي للأسرة الفرصة لإلقاء الضوء على الدور الذي تقوم به المؤسسات المعنية، وفي مقدّمتها مؤسسة التنمية الأسرية التي تأسست في مايو 2006، وتحظى بكل الرعاية من قِبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، حيث تقوم المؤسسة بدور حيوي في دعم كيان الأسرة الإماراتية من خلال العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى بناء أسرة سليمة قائمة على أواصر المحبّة والاحترام وصون القيم والمبادئ.

وليس غريباً أن تُولي دولة الإمارات رعاية الأسرة اهتماماً بالغاً، من أجل تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة لأسرة واعية ومجتمع متماسك، ولأن الأسرة تعدّ خط الدفاع الأول عن هويتنا الثقافية. ومن المؤكد أنه كلّما كان بناء الأسرة قوياً، زاد تلاحم المجتمع، الأمر الذي يُعدّ ضرورة أساسية لتحقيق أهدافنا الوطنية الطَّموحة.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.