أولت دولة الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، القطاع الصحي اهتماماً كبيراً، حيث سعت إلى توفير الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين؛ ببناء شبكة متطورة من المستشفيات الحديثة والمراكز الصحية التي تُقدِّم خدمات تشخيصية وعلاجية ووقائية، وفق أجود المعايير العالمية.
ويشهد القطاع الصحي في ظل عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المزيد من الاهتمام والتطوير المستمر، وبفضل رؤية سموّه الاستشرافية، ترسخ الإمارات بشكل أكبر مكانتها مركزاً عالميّاً كبيراً ورائداً في مجال الرعاية الصحية.
ويُعدّ تعزيز مهنتَي التمريض والقبالة من الأولويات الاستراتيجية في تطوير الرعاية الصحية في دولة الإمارات؛ نظراً لأن أفراد هذه المهنة الإنسانية يُمثّلون حجر الزاوية في مختلف المنشآت الصحية؛ ولدى الإمارات الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة (2022 - 2026)، التي تعدّ إحدى الركائز الأساسية لتعزيز المنظومة الصحية، وتطويرها من خلال الاستثمار في الكفاءات والمواهب الوطنية، انطلاقاً من دورها المحوري في تطوير خطط الرعاية الصحية المستقبلية، ضمن رؤية الإمارات للخمسين عاماً المقبلة. 
وقد أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الدولة برامج عدة لاستقطاب الكفاءات المؤهلة والمتخصّصة من الكوادر التمريضية والقابلات، واستبقائهم، حيث تهدف الاستراتيجية الوطنية إلى تعزيز حوكمة مهنتَي التمريض والقبالة، من خلال السياســات والممارســات التنظيمية المهنيــة والمســاهمة في تحقيق أهداف التنمية المســتدامة. 
وفي هذا الصدد، تستعدّ وزارة الصحة ووقاية المجتمع ممثَّلة في اللجنة الوطنية للتمريض والقبالة، لإطلاق المبادرة الوطنية «نبراس - رحلتي في عالم بحوث التمريض والقبالة»، وذلك في مؤتمر صحفي ستنظّمه يوم الخميس المقبل، بالشراكة مع شركة «فايزر» العالمية للصناعات الدوائية؛ وتأتي هذه المبادرة تنفيذاً لمستهدفات الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة، تحت محور «البحث العلمي والممارسات المبنية على الأدلة والبراهين»، والتي تدعم تنفيذ الدراسات البحثية التي توفر تصوراً واضحاً لتوجيه المبادرات ضمن الاستراتيجية الوطنية، كما تخدم تعزيز وتطوير ثقافة وطنية للبحوث في مجالَي التمريض والقبالة بما يستجيب لأولويات الصحة الوطنية. 
ومن خلال هذه المبادرة تستهدف الوزارة دعم قدرات كوادر التمريض والقبالة للمشاركة في البحوث العلمية التي تستجيب لأولويات الصحة الوطنية والأولويات البحثية المنبثقة من الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة، وترسّخ تطوير خدمات الرعاية لهاتين المهنتَين؛ ما يسهم في تعزيز مكانتهما في مجتمع الإمارات، وجعلهما خياراً وظيفيّاً للمواهب الوطنية الشابّة.
إن دولة الإمارات التي تؤمن منذ اليوم الأول لتأسيسها بأن صحة الإنسان هي أولوية مركزية، تُواصل جهودها الفاعلة لتطوير القطاع الصحي والارتقاء بخدماته إلى أفضل مستوى ممكن، ولعل ذلك هو ما دفع في سبيل دمج الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع؛ ما سيسهم في تقليل نسبة الأخطاء البشرية. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية