يتطلع العالم في الوقت الحالي إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ «كوب 28» الذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو-دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، وتتجه الحكومات والمؤسسات المشارِكة إلى التفكير في وسائل محددة لإحراز تقدّم ملموس بشأن قضايا المناخ، التي تحظى بأهمية كبيرة، في ظل تفاقم التداعيات السلبية التي تفرزها التغيرات المناخية.
وتعمل دولة الإمارات بشكل مكثف، بما تمتلكه من خبرات وقدرات هائلة على توفير كل الفرص الكفيلة لإنجاح هذا المؤتمر، الذي سيتصدّى لمعالجة الكثير من التحديات المعقدة، التي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال حشد الجهود الدولية الجماعية، وهناك ثقة دولية كبيرة بقدرة الإمارات على تنظيم ناجح لمؤتمرٍ تعكس مخرجاته تصميم المجتمع الدولي على وضع حدٍّ للتداعيات السلبية لظاهرة التغيّرات المناخية.
وتؤشر الأجندة الثرية لمؤتمر «كوب 28» والأولويات التي يجب أن يتصدّى لها إلى الأهمية القصوى له، وكونه مرحلة أساسية في العمل المناخي على الصعيد الدولي، يطمح من خلالها العالم إلى الانطلاق لمرحلة جديدة من تنفيذ الالتزامات والتعهدات، وإشراك الجميع، وتضافر الجهود من أجل إيجاد حلول عملية تسهم في تجاوز التحديات وتوظيف الفرص المتاحة بما يضمَن مستقبلاً مستداماً لأجيال الحاضر والمستقبل، وفق ما تسعى إليه دولة الإمارات.
ولعلّ في مقدمة هذه القضايا التركيز على كيفية تمويل صندوق الخسائر والمخاطر، حيث يُنتظر من المؤتمر أن يقدّم إجابات حول من سيتولى تمويل الصندوق، ومن سيكون مؤهلاً لتلقّي التمويل، وكيفية توفير الأموال المطلوبة، وآليات تحقيق التوزيع العادل للموارد المالية على المتضررين من التأثيرات السلبية لعملية التغير المناخي.
وممّا لا شك فيه أن التعامل الجيد مع هذه القضية المحورية، أي معالجة المخاطر والخسائر الناجمة عن التغيرات المناخية من خلال جهود دولية جماعية منسقة، من شأنه الدفع باتجاه تجنّب استمرار تفاقم التداعيات السلبية لظاهرة التغير المناخي، وقد أكدت دولة الإمارات في مناسبات عدة أنها ستجعل من «كوب 28»، فرصة لتحقيق هذا الهدف، من خلال تطلّعها إلى العمل مع الأطراف المعنية كافة لتحقيق نتائج متوازنة تكون إرثاً يمنح الأمل للأجيال القادمة، ولدى الإمارات سياسة خارجية متوازنة مكّنتها من نسج شبكة علاقات قوية وراسخة مع دول العالم أجمع والمنظمات الإقليمية والدولية.
وإضافة إلى قضية تمويل صندوق الخسائر والمخاطر، التي ستمثّل محوراً مهماً في أجندة «كوب 28»، هناك العديد من القضايا الحيوية الأخرى، منها قضية الإمداد الغذائي العالمي، بجانب قضية الطاقة، ومراقبة التزامات الدول بخفض غازات الاحتباس الحراري، فضلاً عن قضية أخرى شديدة الأهمية، وهي إشراك الشباب بصورة فاعلة في قضايا العمل المناخي، وذلك بهدف تمكين هذا القطاع المجتمعي من المشاركة في مواجهة التحديات العالمية.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.