تضغط إدارة بايدن على شركات صناعة السيارات لزيادة الاقتصاد في استهلاك الوقود بشكل كبير بحلول أوائل العقد المقبل، في محاولة لخفض استخدام الغاز وتسريع انتقال البلاد إلى سيارات أنظف أو خالية من الانبعاثات.
بموجب اقتراح كشفت عنه الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة NHTSA، ستقطع السيارات في المتوسط حوالي 58 ميلاً (93.3 كيلومترا) لكل جالون بحلول عام 2032. وتدعو الخطة إلى زيادة الكفاءة في استهلاك الوقود بنسبة 2% سنويا لسيارات الركاب و4% سنويا للشاحنات الخفيفة، بدءا من طراز عام 2027، بالإضافة إلى تحسينات الشاحنات الصغيرة التجارية وشاحنات الذهاب إلى العمل في ثلاثينيات القرن الحالي.
وتقول الوكالة إن الاقتراح، الذي لا يزال قيد النظر، سيوفر للمستهلكين أكثر من 50 مليار دولار من الوقود على مدى عمر المركبات المصنوعة خلال السنوات المشمولة ويقلل من استخدام الوقود بمقدار 88 مليار جالون حتى عام 2050.
من جانبها ترى «آن كارلسون»، القائمة بأعمال مديرة الجمعية الوطنية لسلامة المرور NHTSA، في تصريحات صحفية: «هذه المعايير مربحة للجانبين - أو ربما ينبغي أن أقول فوز لكلا الطرفين، فهي تجعل المركبات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود. كما أنها تعزز استقلالنا في مجال الطاقة، وتوفر المال للأميركيين وتزيد من اختيار المستهلك، وفي ذات الوقت تساعدنا في مكافحة تغير المناخ».
أطلقت الجمعية الوطنية لسلامة المرور NHTSA على خطتها عنوان «البديل المفضل» من بين خيارات متعددة. سيكون للجمهور فرصة لمدة 60 يوما للتعليق بمجرد نشره في السجل الفيدرالي.
ويهدف الاقتراح إلى تعزيز الجهود التي تبذلها إدارة جو بايدن لجعل الولايات المتحدة أقل اعتمادا على الدول الأخرى في مجال الطاقة، خاصة بعد تقلب أسعار البنزين في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
شركات صناعة السيارات واجهت سنوات من عدم اليقين بعدما تراجع الرئيس السابق دونالد ترامب عن الاقتصاد في استهلاك الوقود وقواعد الانبعاثات لصالح قواعد أقل صرامة، والتي كانت متبعة في عهد أوباما.
ستبني المعايير الجديدة على اقتراح سابق العام الماضي لزيادة متوسط الاقتصاد في استهلاك الوقود إلى حوالي 49 ميلا للجالون بحلول عام 2026.
تتوافق المعايير الجديدة المحتملة تقريبا مع الاقتراح الذي كشفت عنه «وكالة حماية البيئة» في وقت سابق من هذا العام والذي يهدف إلى الحد من انبعاثات المركبات. ولكن في حين أن وكالة حماية البيئة يمكن أن تجبر صانعي السيارات على ضمان أن تكون اثنتان من كل ثلاث سيارات مباعة في عام 2032 كهربائية، قالت الجمعية الوطنية لسلامة المرور NHTSA إن خطتها تركز على الطرز التي تعمل بالغاز.
وقالت كارلسون: «مع ظهور زيادات هائلة في السيارات الكهربائية، من المهم ملاحظة أنه ستظل هناك نسبة كبيرة من محركات الاحتراق الداخلي على الطريق لفترة طويلة».
ووصف «جون بوزيلا»، الرئيس التنفيذي لمجموعة التحالف التجارية لابتكار السيارات، هذه الجهود بأنها «مشجعة» لكنه قال إن المجموعة لم تقم بعد بتقييم الاقتراح الكامل. ومع وجود تداخل كبير بين خطط وكالة حماية البيئة والجمعية الوطنية لسلامة المرور NHTSA، قال إنه لا ينبغي معاقبة صانعي السيارات بشكل غير عادل.
شيان أوكين
صحفي متخصص في المركبات الكهربائية والشركات الناشئة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»