صورة من مزرعة الرياح البحرية «سي غرين» على بعد 27 كيلومتراً داخل بحر الشمال مقابل مدينة أبردين الواقعة على ضفاف البحر نفسه في اسكتلندا بالمملكة المتحدة، وهي أكبر مزرعة رياح بحرية في البلاد، وقد تم الشروع في إقامتها عام 2020 بموجب عقد أبرمته الحكومة البريطانية مع شركتي «توتال إينرجي» الفرنسية وشريكتها «إس إس إي رينيوابلز» الأميركية، وبدأ تشغيلها عملياً في العام التالي. وتصل قدرة المشروع الضخم إلى 1.075 ميغاواط، ويمكنه توليد نحو 5 تيراواط/ساعة من الكهرباء كافية لتزويد نحو 1.6 مليون منزل سنوياً، أي ما يعادل نحو ثلثي المنازل في اسكتلندا. 

وتوفر مزارع الرياح البحرية طاقة كهربائية رخيصة بالمقارنة مع الكهرباء التي تولدها محطات الطاقة الحرارية القائمة على استخدام الوقود الأحفوري، كما تحول دون إطلاق ملايين الأطنان سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن توليد الكهرباء من مصادر أحفورية. 

إن التوسع في مرافق إنتاج الطاقة النظيفة مُربِحٌ على المدى البعيد، وذو نتائج بيئية إيجابية مباشرة لصالح الحد من التغير المناخي.. لكنه يتطلب استثمارات ضخمة وبنى تحتية جديدة غير متوفرة حتى الآن. وإن بدأ العمل من أجل التغلب على هذه المشكلات، خاصة مع حزمة التمويلات التي أقرها البرلمان البريطاني لصالح التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، فإن هناك اعتراضات سكانية متكررة تواجه مزارع الرياح، بسبب منظرها الذي يرى فيه الكثيرون تشويهاً للمجال الجغرافي المدني العام! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)