تعمل سفينة الخير الإماراتية على استدامة مسيرة الخير التي أطلقها المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويواصل قيادتَها صاحبُ السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وتستمر قيادة دولة الإمارات على نهجها في تحقيق الإنجازات تلو الإنجازات لصالح شعبها وباقي شعوب الأمة العربية ككل. وقد شهد تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة أحداثاً حافلة بالمسرات وعامرة بالأفراح، وذلك منذ الحدث الأهم، ألا وهو قيام دولة الاتحاد قبل ثلاثة وخمسين عاماً من الآن. وعلى مدى خمسة عقود، وهي فترة قصيرة في أعمار الدول والشعوب، حققت دولةُ الإمارات الكثيرَ من الإنجازات في أكثر من مجال، سواء أكان في المجال التعليمي أم في المجال العمراني أم في المجال الاقتصادي أم في مجال البنية التحتية والتقدم التكنولوجي.. إلخ.

كما شهد مجتمع الإمارات تقدماً كبيراً في منظومة خدماته ونمط حياته ومستوى معيشته.. وبفضل هذه الإنجازات الكبيرة والنجاحات العظيمة أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة واحدةً من أكثر الدول جاذبيةً للسياحة على مستوى العالم. وعلى مدى السنوات الخمسين الماضية، تحقق الكثير من الإنجازات على الصعيد الاقتصادي، فأصبحت دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، وذلك لما أحرزته من قفزات جعلت اقتصادها يتبوأ المراكز الأولى في معظم المؤشرات العالمية، كما حققت ملاءةً ماليةً هائلةً واحتلت مركزها المالي المرموق في منطقة الشرق الأوسط. وإلى ذلك فقد ازدادت معدلات نموها الاقتصادي بوتيرة سريعة رسخت متانةَ اقتصادها وأهّلتها لإبرام شراكات اقتصادية وتجارية مع دول عريقة كبرى في العالم.

وشهد التعليم الإماراتي تطوراً فائقاً، إذ قبل قيام الاتحاد لم يكن عدد المدارس يتجاوز العشرين على مستوى البلاد ككل، وكان الطلبة عموماً من الذكور ولم يكن عددهم الإجمالي يتعدى 4000 طالب.

وقد شهد التعليم في الإمارات تأسيس الجامعات الحكومية والخاصة على مستوى عالٍ يضاهي نظيرَه في العالم المتقدم. واستكمالاً لهذه المسيرة الناهضة قامت الإمارات بإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ في رحلة استكشافية ناجحة، إذ وصل إلى المريخ بالتزامن مع ذكرى احتفال الدولة بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد.

وقد انطلق مسبار الأمل في رحلته المريخية بغرض جمع المعلومات حول الظروف المناخية للكوكب الأحمر وذلك لمدة عام مريخي كامل، كما سيقوم بمراقبة الظواهر الجوية التي تحدث على سطح هذا الكوكب، وبمراقبة التغيرات التي تحدث في درجات الحرارة على سطحه وفي محيطه. إن ما ذكرناه حول مكاسب المسيرة المظفرة للإمارات ليس إلا غيضاً من فيض، وما زالت مسيرة سفينة الخير الإماراتية مستمرة ومستدامة مادام الدهر باقياً بإذن الله تعالى.

*كاتب كويتي